يتواصل تفعيل البرنامج الجهوي لتقوية العرض الفندقي بجهة طنجةتطوانالحسيمة، من خلال المصادقة على دفعة جديدة من المشاريع الاستثمارية، تعكس الدينامية المتسارعة التي يعرفها القطاع السياحي بالمنطقة. فقد وافقت اللجنة الجهوية للاستثمار، خلال الفترة الممتدة بين ماي وغشت الماضيين، على 19 مشروعا سياحيا جديدا موزعة على مختلف أقاليم الجهة، بينها 10 وحدات فندقية، بإجمالي استثمار يناهز 784 مليون درهم، مع توقعات بخلق أزيد من 1200 فرصة شغل مباشرة. وتندرج هذه المشاريع المصادق عليها ضمن التفعيل المرحلي لبرنامج أشمل كانت الجهة قد أعلنته في إطار توجهات تنموية، والذي يشمل 53 مشروعًا للإيواء تهدف إلى تعزيز الطاقة الإيوائية بأكثر من 7000 سرير جديد. ويُعد ذلك من أبرز محاور مواكبة الطلب المتنامي على وجهات شمال المملكة، خاصة في ظل تطور السياحة الداخلية وتزايد الإقبال الدولي على المنطقة. ووفق نفس الرؤية، ينتظر أن تضيف المشاريع المصادق عليها حديثًا 2775 سريرًا مصنفا، نحو ألف منها بمدينة طنجة وحدها، وهو ما يعكس استمرار هذه الأخيرة في تصدّر خارطة الاستثمار السياحي بالجهة. ويُنتظر أن يُحدث هذا التطور فارقًا نوعيًا في قدرة الوجهة على الاستجابة لموجات الطلب المرتفع، لا سيما في مواسم الذروة. ويُعتبر تسريع وتيرة المصادقة على المشاريع السياحية أحد المؤشرات العملية على تفعيل الالتزامات التي يتضمنها برنامج التنمية الجهوية، والتي تستند إلى مقاربة تعتمد التوزيع المتوازن للاستثمارات بين أقاليم الجهة، وتثمين الخصائص الطبيعية والتراثية لكل منطقة. وتنسجم هذه الدينامية الجهوية مع الأهداف الوطنية المسطرة في إطار الاستراتيجية السياحية 2030، والتي ترمي إلى جعل المغرب ضمن الوجهات العالمية البارزة، من خلال تنويع العرض، وتحسين جودة الخدمات، وجعل الاستثمار في السياحة رافعة للتنمية المحلية المستدامة. ويُرتقب أن تُسهم هذه المشاريع في دعم التشغيل على أكثر من مستوى، سواء من خلال المناصب المباشرة داخل وحدات الإيواء، أو عبر فرص الشغل غير المباشرة المرتبطة بخدمات الإطعام والنقل والأنشطة الترفيهية، وهو ما يمنح القطاع السياحي موقعًا متقدما ضمن محركات النمو الجهوي. وبينما يستفيد هذا التوسع من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للجهة، عند نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، يراهن مسؤولو الجهة على ربط المشاريع الفندقية الجديدة بمبادرات تكاملية مع باقي المكونات الثقافية والبيئية، في أفق بلورة منتوج سياحي متكامل قادر على رفع تنافسية الجهة في مواجهة عروض متوسطية مشابهة.