في وقت تستعد فيه إثيوبيا للبدء في ملء سد النهضة وسط خلافات عميقة مع مصر والسودان اندلعت اضطرابات مفاجئة وكبيرة داخل البلاد حيث سقط ما لا يقل عن 50 قتيلا ، في انفجارات واحتجاجات أعقبت مقتل المغني وكاتب الأغاني الشهير هاشالو هونديسا من قومية الأورومو . وقالت الشرطة الفدرالية إن ثلاثة انفجارات هزت أديس أبابا، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وأضاف بيان الشرطة أن "بعض أولئك الذين زرعوا القنابل قُتلوا وكذلك مدنيون أبرياء". من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر في الشرطة والقطاع الصحي أن 50 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم، وأن أكثر من 80 شخصا أصيبوا بجروح جراء الانفجارات والاحتجاجات في العاصمة وفي إقليم أوروميا عموما. واندلعت الاحتجاجات صباح الثلاثاء بعدما انتشرت أنباء مقتل المغني وكاتب الأغاني الشهير هاشالو هونديسا (43 عاما) مساء الاثنين. وأحدث مقتل هونديسا صدمة كبيرة وسط قومية الأورومو، التي ينحدر منها أيضا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وقد بزغ نجم هونديسا -وهو سجين سياسي سابق- خلال الاحتجاجات التي خرجت على مدى سنوات ضد الحكومة والتي اشتعلت شرارتها في قلب إقليم أوروميا. وكانت أغانيه ملهمة لذلك الحراك الذي دفع بآبي أحمد إلى السلطة. ونعى رئيس الوزراء المغني القتيل، ووصفه بأنه كان "ملهما للشباب"، مطالبا المواطنين بضبط النفس، والشرطة بالإسراع في القبض على الجناة. ولمح آبي أحمد في خطاب متلفز ألقاه مساء الثلاثاء إلى مصر في خطابه قائلا " إن قتل هونديسا "عمل شرير"، ارتكبه وحرض عليه "أعداء من الداخل والخارج حتى يفسدوا علينا السلام ويمنعوننا من إنجاز الأمور التي بدأناها". وقالت الشرطة إن هونديسا قتل بإطلاق نار مساء الاثنين، في جريمة بدا أنها مخطط لها بعناية. وأضافت أنها اعتقلت بعض المشتبه فيهم. يذكر أن الأورومو هي أكبر قومية في إثيوبيا، وطالما اشتكت من تهميشها في السياسة والحكم، حتى وصل آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء عام 2018، منهيا عقودا من سيطرة قومية التيغراي على مقاليد السلطة.