سعد الدين العثماني، ابن سوس، والطبيب النفسي، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، حظي اليوم بثقة الملك محمد السادس، الذي استقبله بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، مباشرة بعد صلاة الجمعة، وعينه رئيسا للحكومة، خلفا لرفيقه في الدرب عبد الإله بنكيران الذي أخفق في تشكيل الأغلبية الحكومية، بعد ما عينه الملك محمد السادس، مباشرة بعد ظهور نتائج اقتراع السابع من أكتوبر. بهذه المهمة سعد الدين العثماني يخطف الأضواء، ، وينهي بذلك الملك محمد السادس جدل من سيخلف ابن كيران ويعوضه ويشغل منصبه. ازداد سعد الدين العثماني، بمدينة إنزكان (جنوب المغرب)، بتاريخ 16/ 01 /1956، حصل خلال مسيرته العلمية والأكاديمية على الباكالوريا بثانوية عبد الله بن ياسين بنفس المدينة (1976)، ليتمم دراسته في شعبة الدراسات الإسلامية، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد الخامس بالرباط (نونبر 1999)، وذلك في موضوع "تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية"، كما حصل على دبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994 بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدارالبيضاء، وشهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 بدار الحديث الحسنية بالرباط. كما أنه حاصل على الدكتوراه في الطب العام (سنة 1986) بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، والإجازة في الشريعة الإسلامية سنة 1983 بكلية الشريعة بآيت ملول. تدرج سعد الدين العثماني الطبيب النفسي، رويد رويدا، في سلم المهام داخل حزب العدالة والتنمية وخارجه، بدءا بنائب الأمين العام للحزب (العدالة والتنمية)، منذ دجنبر 1999 إلى 2004، ثم نائبا لرئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب (2001 / 2002)، والأمين العام لحزب العدالة منذ أبريل 2004 إلى يوليوز 2008، كما أنه عمل عضوا بمجلس النواب خلال الولايات التشريعية 1997-2002، و2002-2007 و2007-2012 ، فضلا عن شغله منصب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية منذ سنة 2008 إلى اليوم، ثم أيضا عضو في المؤتمر العام للأحزاب العربية، وعضو اللجنة النيابية لتقصي الحقائق في أحداث العيون واكديم إزيك، كما تولى العثماني منصب نائب رئيس مجلس النواب للولاية التشريعية 2010 / 2011. كما كان ابن سوس عضوا بمجلس الشورى المغاربي منذ 2002، ومديرا لحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية من يناير 1998 إلى نونبر 1999، وعضوا مؤسسا لحزب التجديد الوطني 1992 (تعرض للمنع). وعلى المستوى المهني شغل سعد الدين العثماني طبيبا نفسانيا بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد (1994 / 1997)، كما عمل كطبيب طور التخصص في الطب النفسي بالمركز الجامعي للطب النفسي بالبيضاء (1990 / 1994)، وطبيب عام (1987 / 1990). وكان قد شغل سعد الدين العثماني منصب وزير الخارجية المغربية، خلال الحكومة الماضية في نسختها الأولى، في يناير 2012، قبل خروج حزب الاستقلال من الحكومة ودخول حزب الحمامة إلى تشكيلة الحكومة، تقلد العثماني عددا من المسؤوليات. وتميز مسار العثماني بالعديد من الأنشطة العلمية والثقافية والأكاديمية، فقد تولى مهام عضو المكتب التنفيذي لجمعية العلماء بدار الحديث الحسنية منذ 1989، وعضو مؤسس في الجمعية المغربية لتاريخ الطب، وعضو مؤسس بالجماعة الإسلامية وعضو مكتبها الوطني (1981 / 1991)، وعضو المكتب التنفيذي لحركة الإصلاح والتجديد (1991 / 1996)، وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح (1996 / 2003)، وعضو مكتبة الحسن الثاني للأبحاث العلمية والطبية حول رمضان، والمدير المسؤول لمجلة "الفرقان" الثقافية الإسلامية (من سنة 1990 إلى سنة 2003)، ومسؤول "منشورات الفرقان" سابقا (أكثر من 50 إصدارا)، ومحرر صفحة "الصحة النفسية" بجريدة (الراية) ثم جريدة (التجديد) لمدة سنة ونصف تقريبا، ومستشار صفحة "مشاكل وحلول" لموقع (إسلام أو لاين). ونشر العثماني العديد من المؤلفات من قبيل "في الفقه الدعوي .. مساهمة في التأصيل" و"في فقه الحوار" و"فقه المشاركة السياسية عند شيخ الإسلام ابن تيمية" و"قضية المرأة ونفسية الاستبداد" و"طلاق الخلع واشتراط موافقة الزوج" و"تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة .. الدلالات المنهجية والتشريعية" و"الطب العام بالمغرب (ضمن "معلمة المغرب"، المجلد 18)" و"أصول الفقه في خدمة الدعوة". ونشر العديد من المقالات في مجلات مغربية وعربية وفرنسية، ولا سيما في المحاور المرتبطة ب"الفقه السياسي والفقه الدعوي" و"نقد الصحوة الإسلامية" و"قضية المرأة من منظور إسلامي" و"قضايا طبية في ميزان الشريعة الإسلامية" و"تاريخ الطب بالمغرب" و"الصحة النفسية" و"الصوم والصحة". بهذا تكون المشاورات الحكومية القادمة، ديربي سوسي خالص، خاصة وأن أغلب القادة ينحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن امحند لعنصر ابن منطقة الأطلس. ومن المرتقب أن يتم الإعلان خلال الأيام القادمة على الأغلبية الحكومية التي ستسفر عنها نتائج المشاورات ولقاءات زعماء الأحزاب مع الطبيب النفسي، الذي ودع مكتبه الخاص بالمرضى، وبدأ حياة جديدة كرجل دولة في المغرب، بعد ما لجأ له القصر كجوكير لحل مشكل البلوكاج الحكومي.