عرفت المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني بطولات عظمية، بصمها رجالات وزعماء قادوا الشعب إلى قهر الاحتلال رغم جميع أنواع العذاب والتنكيل من قصف وقتل وأسر وتشريد. ومن أبرز رجالات المقاومة الفلسطينية الدكتور مروان البرغوثي الذي يقبع حاليا في سجون الاحتلال. مروان البرغوثي سياسي ومقاوم فلسطيني، وزعيم في تنظيم في حركة فتح بالضفة الغربية، ولد في قرية كوبر برام الله الفلسطينية عام 1985. انخرط في حركة فتح في سن الخامسة عشرة، وعند بلوغه الثامنة عشر عاما 1976، ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وسجن لفترة داخل السجون الإسرائيلية. خلال فترة سجنه تعلم اللغة العبرية والانجليزية، وعند إطلاق سراحه قصد البرغوثي الضفة الغربية حيث ترأس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، ودرس التاريخ والعلوم السياسية ونال على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية عام 2010. يعتبر مروان البرغوثي العقل المدبر للإنتفاضة الفلسطينية، ويؤمن بأن المفاوضات يجب أن تستند إلى نطاق صلاحيات اتفاقات السلام، وتمثل الرؤية التي يؤمن بها داخل حركة فتح الرفض التام ل تهويد القدس وسياسة الاستيطان اليهودي، ويعتبر المستوطنات بؤرا إرهابية تجب محاربتها، وهو من قيادات فتح التي لها علاقة طيبة بالجماعات الإسلامية. ترأس مروان البرغوثي القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية، في التاسع من ماي 2006 وقع نيابة عن حركة فتح وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن القادة الأسرى في سجون الاحتلال، وقد تبنت منظمة التحرير الفلسطينية هذه الوثيقة باعتبارها أساسا لمؤتمر الوفاق الوطني، كما قرر الرئيس عباس طرح هذه الوثيقة للاستفتاء الشعبي في حال فشلت الفصائل الوطنية والإسلامية على الاتفاق على برنامج سياسي موحد خلال فترة انعقاد المؤتمر، وقعت كافة فصائل المقاومة الفلسطينية على الوثيقة بإسثناء حركة الجهاد الإسلامي التي تحفظت على بعض البنود. تعرض البرغوثي لأكثر من محاولة اغتيال، نجا منها بأعجوبة، وتعرض في إحداها بقصف بالصورايخ وأخرى بسيارة ملغومة، وعند اعتقاله قال أرييل شارون "أنه يأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكان يفضل أن يكون رمادا في جره". قاد البرغوثي الانتفاضة الثانية المسماة بانتفاضة الأقصى، وزادت من شعبية الرجل في الأوساط الفلسطينية، وكان آخر منصب شغره البرغوثي هو الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية. أدين مروان البرغوثي بحكم نهائي من طرف المحكمة المركزية في تل أبيب بخمسة تهم بالمسؤولية العامة لكونه أمين سر حركة فتح في الضفة، ولكونه قائدا عسكريا، وقد طالب الادعاء العام بإنزال أقصى العقوبة بحقه وحكم عليه بخمس وأربعون عاما.