رفعت السلطات من مستوى التعبئة واليقظة بعد اضطرابات جوية ترافقت مع أمطار غزيرة وتساقطات ثلجية ورياح قوية بعدة أقاليم، عبر إجراءات استباقية شملت دعم القطاع الصحي، وتأمين حركة السير، وتعليق الدراسة مؤقتا في بعض المناطق، وتوزيع مساعدات على الفئات الهشة، وفق ما أفادت به مصادر رسمية. وجاءت هذه التدابير على وقع نشرات إنذارية، بينها نشرة "برتقالية" في إقليمالحسيمة تتوقع أمطارا بين 45 و65 ملم ورياحا تصل سرعتها إلى 85 كلم/س، فيما ركزت اجتماعات اللجان الإقليمية لليقظة في أقاليم أخرى على تدبير مخاطر الفيضانات وموجة البرد وتفادي العزلة في المناطق الجبلية.
شيشاوة: تعبئة صحية استباقية وحصر الحوامل لتفادي مخاطر العزلة في إقليمشيشاوة، عبأت السلطات المحلية مواردها البشرية والمادية واللوجستية دعما للقطاع الصحي وضمانا لاستمرارية الخدمات العلاجية، خاصة على مستوى الجماعة الجبلية تمزكدوين، حيث اتخذت تدابير استباقية فور صدور نشرات إنذارية تحذر من أمطار قوية وتساقطات ثلجية. وشملت الإجراءات إحصاء النساء الحوامل المنحدرات من دواوير نائية لتأمين متابعة طبية دقيقة وتسهيل توجيههن إلى أقرب البنيات الصحية، تفاديا لمضاعفات محتملة ناجمة عن العزلة أو البعد الجغرافي. وبموازاة ذلك، افتتحت السلطات المحلية دار الأمومة بإمنتانوت التي شرعت في استقبال النساء الحوامل من المدينة والجماعات المجاورة، وهي بنية منجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكلفة تناهز أربعة ملايين درهم. وقالت فاطمة سوكان، رئيسة الجمعية المكلفة بتسييرها، إن المؤسسة تروم تعزيز خدمات صحة الأم والطفل وضمان متابعة طبية عن قرب والحد من مخاطر الولادات المنزلية، خاصة بالمناطق الجبلية النائية. الحسيمة: لجنة يقظة بعد نشرة برتقالية وتدابير للطرق والمدارس وفي الحسيمة، ترأس عامل الإقليم فؤاد حاجي اجتماعا للجنة الإقليمية للمراقبة والتتبع بحضور المصالح الأمنية والسلطات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية، لبحث تدابير مواجهة الاضطرابات الجوية المتوقعة عقب نشرة إنذارية برتقالية. وأكد الاجتماع ضرورة تعبئة الموارد البشرية واللوجستية والتنسيق بين المتدخلين، مع الدعوة إلى حملات تحسيسية لتعزيز وعي المواطنين بالمخاطر. وقال يوسف السحيمي، المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك، إن تدابير اتخذت لضمان حركة السير عبر تفعيل المداومة وتعبئة فرق ميدانية وتسخير آليات لإزاحة الثلوج، مشيرا إلى اضطراب مؤقت بمحاور طرقية بدوائر تارجيست وكتامة وبني ورياغل قبل أن تعود الحركة إلى طبيعتها بعد تدخل الفرق. وأفاد زكرياء جهار، المدير الإقليمي للتربية الوطنية، بأنه تم تعليق الدراسة بشكل مؤقت في بعض الجماعات القروية "حفاظا على سلامة التلاميذ والأطر". الحوز: إغلاق مقطع بتيزي نتيشكا وتعليق الدراسة ب149 مؤسسة وفي إقليمالحوز، عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة اجتماعا بتحناوت برئاسة عامل الإقليم مصطفى المعزة لاستعراض التدابير الاستباقية للتخفيف من آثار موجة البرد، خاصة بالمناطق الجبلية المعرضة للثلوج وانخفاض الحرارة. وقال توفيق قرشي، رئيس مصلحة التجهيزات الأساسية بالمديرية الإقليمية للتجهيز والماء، إن الإقليم يضم شبكة طرق مصنفة بنحو 1230 كيلومترا، وإن الاضطرابات تهم نحو 230 كيلومترا، موضحا أن الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش وورزازات تضررت على مستوى ممر تيزي نتيشكا بسبب الثلوج والانهيارات الصخرية، حيث بلغ سمك الثلوج نحو 30 سنتيمترا في بعض النقاط، ما أدى إلى إغلاق المقطع أمام العربات "حفاظا على السلامة". وأضاف أن الطريق الوطنية رقم 7 فُتحت بالكامل بعد انقطاعات عند الأودية، فيما تتواصل التدخلات بالطريق الإقليمية الرابطة بين أوكايمدن وآسني (21 كيلومترا). وعلى المستوى التربوي، قال المدير الإقليمي للتربية الوطنية محمد زروقي إن المديرية اتخذت تدابير شملت تزويد المؤسسات بالحطب وتعزيز الداخليات بالأغطية وضمان الإطعام والإيواء، مع تعليق الدراسة مؤقتا ب149 مؤسسة. وفي الشق الصحي، أفاد المندوب الإقليمي مصطفى جادر بتتبع ميداني استباقي يستهدف المسنين والأطفال والحوامل، وتزويد مرضى الأمراض المزمنة بالأدوية تحسبا لانقطاع الطرق، واعتماد مقاربة خاصة للحوامل عبر تقريبهن من دور الولادة عند الاقتضاء. ميدلت: كاسحات الثلوج ودار الأمومة بإملشيل وفي إقليم ميدلت، تتواصل جهود إزالة الثلوج وفتح الطرق وتقديم المساعدة للفئات الهشة، مع تسخير كاسحات ثلوج وآليات لوجستية لفتح محاور أغلقتها التساقطات الكثيفة. وقام عامل الإقليم عبد الوهاب فاضل بزيارة جماعات متضررة بينها إملشيل وأوتربات. وب"دار الأمومة" بإملشيل اطلع على وضعية نساء حوامل تم إيواؤهن بهذه البنية التي توفر الإقامة والتغذية والمتابعة الطبية. وقالت رئيسة دار الأمومة نورة بلحسن إن المؤسسة توفر "بيئة آمنة ومراقبة" للحوامل قبل وبعد الوضع، بتنسيق مع السلطات المحلية. وأفاد المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بنداود عصمان بأنه جرى نشر فرق تدخل لفتح الطرق وضمان انسيابية السير وسلامة مستعملي الطريق. العرائش: تحديث النقط السوداء والإنذار المبكر وتوزيع مساعدات وفي إقليمالعرائش، انعقد اجتماع للجنة الإقليمية لليقظة لتدبير وتتبع أحداث الفيضانات، برئاسة عامل الإقليم العالمين بوعاصم، حيث تم التأكيد على تحيين لوائح المناطق والنقط السوداء المهددة بالفيضانات بشكل دوري، وتبني مبدأ الاستباقية والإنذار المبكر، وتعبئة الوسائل لضمان تدخل سريع، مع إبقاء حالة التأهب إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته. وأشار الاجتماع إلى أن إحداث هذه اللجنة تم بداية دجنبر بموجب القرار العاملي رقم 78، في إطار تفعيل المرسوم 2.23.80 المتعلق بالحماية والوقاية من الفيضانات وتدبير الأخطار المرتبطة بها. وبالموازاة، شرع في توزيع مساعدات غذائية وأغطية لفائدة ساكنة المناطق الجبلية للتخفيف من آثار موجة البرد. وجدة-أنجاد: يقظة حول البنيات المائية ونقاط حساسة بينها المطار وفي وجدة-أنجاد، ترأس والي جهة الشرق عامل العمالة امحمد عطفاوي اجتماعا تنسيقيا لتدارس التدابير الوقائية والاستعجالية لمواجهة تقلبات جوية متوقعة مع تساقطات بين 35 و50 ملم. وتم التركيز على وضعية البنية التحتية المائية والنقاط الحساسة المعرضة لخطر الفيضانات، "وفي مقدمتها مطار وجدة-أنجاد ومداخل المدينة"، إلى جانب الدعوة لاتخاذ الاحتياطات لمواجهة موجات البرد والتعامل "بالصرامة اللازمة" مع ملف الدور الآيلة للسقوط حفاظا على الأرواح. تاوريرت: فك العزلة وتتبع الحوامل وإيواء دون مأوى وفي تاوريرت، ناقشت اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع، برئاسة عامل الإقليم بدر بوسيف، سبل مواجهة موجة البرد وتقلبات الطقس، مع التشديد على تعبئة الموارد والوسائل لفك العزلة عبر فتح الطرق والمسالك وتأمين تزويد الساكنة بالمواد الأساسية ووسائل التدفئة، وتحسين الخدمات الصحية الاستعجالية عبر تتبع الحوامل وتكثيف التلقيح، وإيواء الأشخاص دون مأوى، وتحسيس القاطنين بمحاذاة الأودية بخطورة السيول. تطوان: 150 ملم في 72 ساعة وتعبئة 103 آليات وفي إقليمتطوان، قالت السلطات إن التدابير الاستباقية أسهمت في الحد من تأثيرات الاضطرابات الجوية رغم تسجيل 150 ملم خلال 72 ساعة، بينها نحو 25 ملم في 30 دقيقة، دون خسائر كبيرة، بفضل منشآت أنجزت للحد من الفيضانات وإجراءات لتهيئة الأودية والشعاب. وقال محمد بوسماحة، رئيس قسم التجهيز بعمالة تطوان، إن التساقطات كانت بحِدّة "لم تُسجل خلال 30 سنة"، مشيرا إلى تسخير 103 آليات و850 عنصرا للتدخل. وأفاد محمد عبد الله الزويني، مدير وكالة الحوض المائي اللوكوس، بأن الحجم التراكمي الأقصى للتساقطات بلغ 180 ملم على مستوى الإقليم، وأن واردات السدود بلغت نحو 10,6 ملايين متر مكعب خلال أربعة أيام. صفرو: قوافل طبية وحطب للداخليات وإزالة الثلوج وفي صفرو، أعلنت السلطات عن تدابير للحد من آثار موجة البرد والتساقطات الثلجية، في إطار المخطط الوطني لموسم 2026/2025، وتشمل تعبئة الوسائل لدعم ساكنة 14 دوارا معرضا للبرد، وبرمجة 17 قافلة طبية ووحدات متنقلة، وإيواء 19 امرأة حاملا، وتقديم خدمات للأشخاص دون مأوى. كما تقرر تزويد الداخليات بوسائل التدفئة عبر اقتناء نحو 28 طنا من حطب التدفئة، إلى جانب تعزيز التنسيق لضمان السير وفتح الطرق. وقال المدير الإقليمي للتجهيز محمد ناميز إن محاور رئيسية تأثرت بالثلوج، منها الطريق الوطنية رقم 4 بين صفرو وبولمان، والطريق الوطنية رقم 8 بين إيموزار كندر وإفران، والطريق الجهوية 544 بين رباط الخير وبويبلان، مع تعبئة أطر وآليات لإزالة الثلوج. اشتوكة أيت باها: نقطتان لهبوط المروحيات وتوزيع مساعدات وفي اشتوكة أيت باها، ناقشت اللجنة الإقليمية لليقظة التدابير الاستباقية لمواجهة موجة البرد والصقيع، بينها تهيئة نقطتين لهبوط المروحيات لضمان التدخلات العاجلة، مع التحضير لتوزيع الأغطية والمواد الغذائية لفائدة 7 دواوير ضمن 3 جماعات قروية (إيداوكنيضيف، تنالت، أوكنز). أزيلال: تعزيز مراقبة المحاور وتتبع الفئات الهشة وفي إقليمأزيلال، انعقد اجتماع للجنة الإقليمية لليقظة عقب نشرة إنذارية برتقالية، حيث تم التأكيد على تعبئة آليات إزاحة الثلوج وإزالة مخلفات الفيضانات لفك العزلة عن الدواوير الجبلية، وتعزيز المراقبة على المحاور المعرضة للانقطاع مع إمكانية إغلاقها مؤقتا، إلى جانب تعليق الدراسة بالمؤسسات الواقعة بالمناطق المعنية، وتتبع الحوامل والفئات الهشة، وتعبئة سيارات الإسعاف وإيواء الأشخاص دون مأوى. تارودانت: مداومة على مدار الساعة وتحذير من مناطق السيول وفي تارودانت، دعا عامل الإقليم مبروك تابت، خلال اجتماع لجنة اليقظة والتنسيق، إلى التعبئة الشاملة وتفعيل نظام المداومة على مدار الساعة حتى رفع النشرات الإنذارية، مع إعطاء أولوية للفئات الهشة وسكان الدواوير النائية والتلاميذ، وتأمين المحاور وضمان التزويد بالمواد الأساسية. كما دعت السلطات المواطنين إلى تفادي المناطق المعروفة بخطورة السيول والانجرافات الترابية. وتعكس هذه التدابير، وفق المصادر الرسمية، توجها نحو تعزيز التدخل الاستباقي والتنسيق الميداني بين مختلف المتدخلين لضمان سلامة المواطنين وحماية الممتلكات، في انتظار تحسن الظروف ورفع مستويات اليقظة.