تتواصل الاحتجاجات بمناطق مختلفة من مخيمات تندوف بشكل بدأ يحرج قيادة البوليساريو أمام المجتمع الدولي، خاصة وأن بعض المخيمات تعرف غليانا مستمرا بسبب توالي الاعتداءات على بعض المحتجين، الذين ينتمون بالأساس لقبائل الرقيبات. ويواصل أكثر من مائتي شخص من قبيلة "الرقيبات السواعد" اعتصامهم المفتوح أمام المركز الأمني لما يسمى ب "مخيم السمارة"، كما التحق بهم المحتجون بمقر اللاجئين، ليقرروا مواصلة الاعتصام المفتوح وإقامة الخيام لإدانة خروقات حقوق الانسان بمخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية. وقالت مصادر عليمة إن 12 شخصا على الأقل واصلوا اعتصامهم أمام مقر المفوضية العليا للاجئين رغم محاولات بإقناعهم بالتراجع عن ذلك، حيث التجأ عبد العزيز المراكشي إلى أعيان ورجالات الرقيبات في محاولة منه لتهدئة الأوضاع خلال اليومين الماضيين. وأوضح المصادر ذاتها أن المراكشي أرسل مبعوثا خاصا للقاء بعض الأعيان، كما طلب تدخلهم لثني المعتصمين عن مواصلة الاعتصام أمام المفوضية الذي يسبب حرجا كبيرا لقيادة الرابوني أمام هذه الهيئة. وتفيد المعلومات الواردة من المخيمات أن أحد أعيان قبيلة رقيبات سلاّم وهو "حبّوب صالح الجماني"، توجه إلى المعتصمين الإثنى عشر أمام مقر مفوضية اللاجئين بهدف إقناعهم بوقف الاعتصام والعودة إلى مساكنهم، كما أقدم على نحر ناقة في عين المكان كما هو متعارف عليه في التقاليد الصحراوية، غير أن المعنيين امتنعوا عن الاستجابة لكل التدخلات. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، حيث التحق بالمعتصمين ما يزيد عن 30 شخصا في اليوم الموالي، بينهم أربعة من مهربي الوقود عبر الحدود الجزائرية الموريتانية، الذين يطالبون برفع قرارات منع هذه التجارة. وكانت السلطات الجمركية الجزائرية قد حجزت عشرات الشاحنات الصهريجية المخصصة لنقل الوقود عند نقطة المراقبة "الطنجي"، كما اعتقلت مهربين اثنين ينتمون لقبيلة الرقيبات خلال يوم 20 يناير الحالي، كما اعتقلت "شرطة البوليساريو ليلة الأربعاء/ الخميس الماضي، ثلاثة إخوة من أبناء "الحجة ولد مولا يعلي" من نفس القبيلة "الرقيبات السواعد" بتهمة خرق قانون الطوارئ المفروض على سكان ما يسمى ب "مخيم السمارة" بتندوف، والذي يستمر ما بين منتصف الليل والسابعة صباحا.
