إن العنكبوتيات Arachnids طائفة من الشعبة الكبرى، شعبة الحيوانات ذات الأرجل المفصلية. وهي طائفة العنكبوتيات ولم نقل العناكب Spiders، لأن هذه الطائفة تدخل فيها العناكب، ولكن تدخل فيها أيضا صواحب للعناكب وأشباه، منها العقارب ومنها القُراد وغير ذلك. والآن نتحدث فقط عن العناكب. ومن الناس من قد يسمي العناكب حشرات. والعلم لا يسميها كذلك. فالحشرات لها من الأرجل ثلاثة أزواج، أما العناكب فلها أربعة أزواج أو خمسة. وللحشرات، ومعظم المِفصليات، قرون تحس بها غالبا، أما العناكب فلا قرون لها. والحشرات أكثرها له أجنحة، ولا أجنحة للعناكب، فلم نسمع بعنكبوت مجنّح. أما الرأس والصدر فملتحمان كتلة واحدة. ومن ورائهما البطن، ويفصل بينهما خصر ضيق. وفي الرأس من أمام درع صلب يحمل العيون التي بها يبصر العنكبوت. وأكثر العناكب له أعين ثمان بسيطة، ومنها ما يحمل ستا أو أربعا أو اثنتين. أما البطن فقطعة واحدة، وهي طرية. وقد يطول البطن في بعض الأنواع إلى الخلف، فيعطي الجسم مظهر الدود وما هو كذلك. وفي أسفل البطن فتحات يصل منها الهواء إلى أجهزة التنفس، وإلى ما يسمى بالرئات الكتابية، وهي نوع تنفرد به الحيوانات العنكبوتية. وهما عادة "رئتان" في البطن بكل منهما من 15 إلى 20 رفا، كصحائف الكتب، وهي أرفف يجري الدم فيها فيتصل بالهواء فيحدث التنفس. وللعناكب رأس وصدر التحما معا كما ذكرنا، تحتهما مباشرة، من أمام فكَّان، لكل منهما ناب متحرك تغرزه العناكب في فرائسها، ويتصل بالفكين زوج من الغدد السامة، تفرز السم فيجري في قناة تصب عند طرف الناب لتصب بعد ذلك في الفريسة. وسم أكثر العناكب له أثر قليل في الحيوانات ذات الدم الحار، وقلت الحالات التي تصيب فيها الإنسان فتحرجه حرجا شديدا. والعناكب تعيش على الحشرات، وتستعين عليها بسمها، ثم هي تحطمها بفكيها القويين، ثم تصب عليها سوائل هاضمة تفرزها غدد تقع على مقربة من فمها. وهذه السوائل تهضم الأجزاء الطرية من الضحية. ثم إن العنكبوت يمتص الضحية بقوة ولا يدخلها في معدته. إنه يمتصها حتى لا تبقى منها إلا بقية جافة. وللعناكب أربع أرجل بها تنتقل من مكان إلى مكان. وهي مغطاة بشعرات وأشواك ذات حس بالغ، بها تستعين العناكب على التعرف على البيئة التي تعيش فيها. ويكون ذكر العناكب في العادة أصغر من الأنثى، والأنثى قد تقتل ذكرها، وتتخذ من جسمه طعاما شهيا. والعناكب، وأنواعها تزيد على عشرات الألوف، عرفت على مد الدهور بالنسيج تنسجه. والتي تقوم بغزل الخيوط مغازل في جسمها. وهي تخرج من الجسم سائلا مفروزا يتحول إلى خيوط تقوم العناكب على الفور بنسجه. وهندسة النسيج تختلف باختلاف العناكب. وكذلك الأهداف التي تستهدفها العناكب من نسيجها، ولعل أبينها أنها تتخذ منه شباكا لصيد فرائسها من الحشرات التي عليها تعيش. والحديث عن العناكب وأنواعها حديث طريف، ولكنه يطول فوق الغاية التي نريدها. .*-.*-.*-.*-.*- والله الموفق 06/04/2014 محمد الشودري