"سكانضال" يسجل في تاريخ الأكاديمية الجهوية طنجةتطوان -الحلقة الثانية- ------------ الحلقة الأولى من الموضوع السابق على الرابط : http://www.presstetouan.com/news14384.html سلم المدير الخنوسي إدارة المؤسسة التي كان يشرف عليها بوادي لو بحضور لجنة يرأسها مفتش المقاطعة، وقد قام هذا الأخير بالإشراف المباشر على تفحص سجلات جرد الممتلكات ومطابقتها مع المتوفر في الواقع بكل حياد و صرامة ودون أي تساهل بالرغم من كونه يعرف المنطقة معرفة تامة ويعرف أن كلا المديرين كانا رفيقي الدراسة منذ الصغر وعملا معا في ذات المؤسسة، بالرغم من كل ذلك فقد أحصى كل كبيرة وصغيرة إحصاء دقيقا بمساعدة ثلاثة من مرافقيه قبل الإقرار في الختام و في عين المكان باستيفاء عملية التسليم لكل الأركان والشروط دون تسجيل أي تحفظ . وبعد ذلك جاء دور الخنوسي ليستلم إدارة مدرسة ابن خلدون العتيدة، المدرسة التي تحتل مكانة كبيرة في ذاكرة العديد ممن تمدرسوا بها من أكابر المفكرين والمثقفين والفنانين الذين خلدوا اسمها بارتقائهم في أعلى مناصب القرار والمسؤولية. ولا يخفي الخنوسي أنه كان ينتظر أن يستلم المؤسسة الجديدة في جو من المحاسبة والمسؤولية أكبر من الذي ساد في وادي لو بحكم الماضي المجيد وتاريخ المؤسسة ومكانتها في تطوان، إلا أن ما حصل كان كافيا ليعرف أن المؤسسة التي هو مقبل على تسلمها قد خرجت من دائرة اهتمام النيابة ولا تشكل أولوية لديها بدليل أنها لم تعين مفتشا للإشراف على عملية التسليم وإنما فوضت وفي خرق سافر لكل الأعراف والقوانين لنفس المدير الذي كان مكلفا بها بعد تقاعد مديرها الأصلي، أن يشرف على ذلك بدليل أنه هو من سلمت له المحضر. نعم كانت هناك لجنة ومفتش لا غبار عليه، لكنه محال على التقاعد بعد أيام معدودة، ما جعل المدير المذكور يقر صراحة أنه استلم شخصيا مطبوع المحضر من النيابة بيوم قبل الأجل المحدد. و قد باشر المدير المذكور عملية التسليم قبل وصول السيد المفتش الذي حين التحق فيما بعد لم يطالب بالمحضر للإشراف عليه وإتمام العملية. يقول الخنوسي أنه تفاجأ بحالة التنافي تلك، وعدم احترام السلم الإداري و مراعاة الخبرة والأقدمية والتجربة الميدانية، وبتغاضي أعضاء اللجنة عنه، ولم يستطع أن يجد تفسيرا لما يراه سوى أن الإدارة ما أعطت تلك الفرصة للمدير المذكور إلا ليتنصل من مسؤوليته عن خطأ ارتكبه إبان فترة تكليفه أو للتستر على فضيحة تورطت فيها. تسلم الخنوسي مدرسة ابن خلدون بمكتب جمعية آباء منتهي الصلاحية لما يناهز السنتين، ترأسه أحد الشخصيات المنتمية لنفس الحي والمرموقة في عالم الفكر والثقافة، وبرصيد مالي في تعاونيتها المدرسية لا يتعدى خمسة دراهم وبالضبط أربعة دراهم وستون سنتيما، مدها له المدير المغادر متهكما وسط قهقهات بعض أفراد اللجنة، وعدة أقفال معطلة بما فيها قفل المكتب الإداري وأبواب مهشمة وأعطاب في الكهرباء وتسرب في شبكة الماء رغم أن المؤسسة قد استفادت لتوها من برنامج إصلاح وترميم. (شمولي). وفي الفترة الفاصلة بين تاريخ الدخول وانطلاق الدراسة، تردد الخنوسي مرارا على مكتب السيد قائد مقاطعة مولاي المهدي الذي صادف القدر أنه تعين لتوه بها، الا أنه لم يتمكن من اللقاء به، وفي اليوم الذي كان مقررا أن توزع كتب المبادرة الملكية وبعد أن حضر كالمعتاد في الوقت للمؤسسة ، لاحظ أن الكتبي قد تأخر عن الموعد المحدد، فهاتفه مستفسرا عن تأخره ليرد الأخير أنه بصدد توزيع في إحدى المدارس بجبل درسة وأنه موشك على الانتهاء للتوجه مباشرة لابن خلدون، والمكالمة شاهدة على ذلك، في تلك اللحظة بالضبط توجه الخنوسي مباشرة لمكتب القائد ليقدم له نفسه ويخبره بأنه مقبل وبصفة استعجالية على الدعوة لتجديد مكتب جمعية الآباء وأنه سيجدد مكتب جمعية دعم مدرسة النجاح ويعود أدراجه على وجه السرعة للمؤسسة ليخبره الأساتذة أن رئيس مصلحة الشؤون التربوية قد حضر مرفوقا بلجنة في تلك الآونة تحديدا وانصرف على وجه السرعة، دون أن يسأل أيا كان عن المدير. بضع دقائق بعدها ويحضر الكتبي صاحب مكتبة بيت الحكمة، وتفرز وتحسب وتوزع الكتب حسب المستويات، ويتسلم فوج الصباح نصيبه غير منقوص وتأخذ صور لذلك مع أبرياء المستوى الأول للتوثيق. أما السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية فقد حرر تقريرا للنائب شوقي، بنى على ضوءه الأخير استفسارا قاسي اللهجة مفاده أن لجنة نيابية وقفت على تغيبي عن مقر عملي وعلى عدم توزيع أطقم المبادرة الملكية. وقبل أن يعلق الخنوسي على الاستفسار، يقول أن الوزارة لما سلمت للمدراء و الرؤساء هواتف متنقلة، كان هدفها استعمالها للتنسيق في مثل تلك المواقف، ولكن بما أن الرئيس لا يستعملها إلا لما يخدم مصلحة مكتبه، فإنه لم يكن من حقه أن يقول أنني لم أوزع الكتب، لأنه لم يمكث بالمؤسسة سوى بضع دقائق، فكيف علم أنني لم أفعل ذلك طيلة اليوم؟ أما النائب شوقي فكان عليه أن ينتبه لذلك أيضا قبل ختم الوثيقة من جهة، ومن جهة أخرى كان عليه أن ينظر في طبيعة وشرعية اللجنة قبل أن يسميها كذلك، فمتى كانت اللجان تتكون من مسؤول ومن يعمل تحت إمرته؟ تسلم الخنوسي الاستفسار كما يقول وكله حسرة على ما وصل إليه واقع الإدارة التربوية بأكاديمية جهة طنجةتطوان من مستوى بئيس، ليختار الرد بالطريقة الملائمة والتي قد تجعل النائب ينظر إليه بالجدية اللازمة: شهادة الأستاذات مذيلة بأرقام تأجيرهن و بتوقيعاتهن على أن المدير كان حاضرا وعلى أنه وزع الكتب وعلى أنه أخذ الصور وعلى أن الموسم انطلق في إبانه. ومرة أخرى لم يرق ذلك لبعضهم. يتبع...