باعتبار أن مدينة تطوان كانت عاصمة المنطقة الخليفية، والإقامة العامة للحماية الإسبانية بشمال المغرب، صار معلوما أن تتحول إلى منبر إعلامي كبير من خلال الإصدارات المكثفة من صحف ومجلات ومطبوعات ومنشورات، ساهمت في القيام بحركة النشر والإعلام، وصارت بوقا لتمجيد الحماية والدعاية لنشاط مسيريها، ووجدت تسهيلات مبسطة لتكثيف عملية النشر. وأول ظهير خليفي صدر بتأسيس الصحف كان بتاريخ 22 يوليوز 1927، والسلطة المخولة لمنح الترخيص أو إلغائه، أو مصادرة كل نشرة أو فرض رقابة، بيد المقيم العان الإسباني، كما له الحق في منع دخول أية صحيفة إلى منطقة النفوذ الإسبانية. وبهذه القبضة الحديدية لم يسمح للصحف العربية الوطنية بالصدور إلا في سنة 1933، بإصدار مجلة "السلام" لمحمد داود رغم المحاولات التي انطلقت منذ سنة 1917 من طرف عبد السلام بنونة، وعبد الخالق الطريس ومحمد داود، ولكن بدون جدوى، إذ تم رفض كل الطلبات المغربية لإصدار صحف مغربية عربية. من كتاب الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال لمؤلفة محمد الحبيب الخراز