النسا، هم لا ينتسى: النساء هم لا ينسى، الهم بفتح الهاء وتشديد الميم. يقال عندما يتضايق بعض الرجال من بعض النساء، أو عندما يقع التفكير في شؤون النساء وحبهن ومشاكلهن وعدم الاستغناء عنهن…، ومن من الرجال لا يذكر النساء ولا يحتاج إليهن؟ وقديما قال الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: إن النساء شياطين خلقن لنا *** نعوذ بالله من شر الشياطين فأجابته إحدى النساء بقولها – وهي الصادقة -: إن النساء رياحين خلقن لكم *** وكلكم يشتهي شم الرياحين وزاد بعضهم على هذا البيت قوله: فهن أصل البلية التي ظهرت *** بين البرية في الدنيا وفي الدين والحق أن في كل زمان ومكان، شياطين نعوذ بالله من شرورهن، ورياحين يتمتع بعبيرهن، جعلك الله من السعداء. وبعضهم يقول: هم النسا، عمرو ما يتنسى. أما الشيخ المجذوب فيقول في حديث النساء وعملهن: حديث النسا يونس *** ويعلم الفهاما يديرو شركا من الريح *** ويحسنوا لك بلا ما نسي الكذاب وسقصيه: أي اجعل الكذاب ينسى، ثم اسأله. يقال عندما يعرف شخص بالكذب، ويخبر بخبر يشك في صدقه، لأنه قد ينسى كلامه الأول فيحالفه، وبذلك تظهر الحقيقة، وبعض الناس يزيدون قولهم ود ف راسو شي ينطق بيه، أي ومن في رأسه شيء ينطق به. النهار بعينو، والليل بوذنو: النهار بعينيه، والليل بأذنيه. يقال لتنبيه الإنسان على أنه ينبغي له أن يحتاط لنفسه في جميع الأوقات، ففي النهار لا يتلبس بحالة لا ترتضى رؤيتها، ولا يصدر عنه من الأعمال ما يراه الناس فيعيبونه عليه، أو يؤاخذونه به. وفي الليل لا ينطق إلا بما فيه خير ولا ضرر فيه على أحد، لأن الإنسان قد ينطق بالكلام فيسمعه في الليل من لا يراه . النهار ذكيجوز ما كيرجع: اليوم الذي يمر، لا يعود. يقال للتنبيه على أن كل يوم يمر على الإنسان فإنه ينقص من عمره، ليعرف قدر الوقت ولا يتركه يضيع عبثا بدون فائدة. النهار المسعود، واحد يغديك وواحد يعشيك، والنهار الملعوق، واحد يدعيك وآخور يشهد فيك: معنى يغديك، يطعمك في وقت الغداء وهو الزوال، ويعشيك أي يطعمك في وقت العشاء وهو الليل. أي إن من الأيام ما هو سعيد، يتيسر للإنسان فيه كل ما يريد، حتى إن الإنسان قد يكرم فيه مرتين، أو يعقد فيه صفقتين ناجحتين، ومن الأيام ما هو بخلاف ذلك، لا يتيسر فيه شيء مفيد. وبعض الناس يقول في هذا المثل: (واحد يفطرك وواحد يغديك) أي يطعمك في وقت الفطور وهو الصباح. وقد رأيت أهل بعض المدن المغربية يطلقون الفطور على وقت الزوال، واصطلاح تطوان هو أن الأكل في الصباح هو الفطور، وفي الزوال هو الغداء وفي الليل هو العشاء. والشق الثاني من هذه الكلمة قولهم: (والنهار الملعوق، واحد يدعيك وأخور يشهد فيك) أي واحد يرفعك للمحكمة، وآخر يشهد له ضدك زورا وبهتانا. نهار يجوز، ولو بالدبوز: نهار يمر، ولو بالدبوس. أي إنما هو يوم يمر وينتهي، إما بالصبر والتحمل، وإما بالقوة والعنف. يقال عندما ينتظر مرور وقت صعب، ولكن له نهاية، ولو طال. والدبوز – بالزاي- في لهجة تطوان وقبائلها الجبلية، هو الدبوس بالسين، أي العصا الغليظة المكورة الرأس، مما يحمله الرعاة وأمثالهم. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...