قال لو: خمسا وخمسا شحال كيجيو؟ قال لو عشرا د الخبز: سأله: خمسة وخمسة كم؟ فأجابه: عشر خبزات، يكنى بذلك عن أن الشخص إذا كان قلبه مشغولا بشيء، فإنه لا يفكر إلا فيه، مثل الجوعان، لا يفكر إلا في الخبز وفيما يملأ البطن. قال لو: الرجوع لاين؟ قال لو لدار بن حساين: قال له: الرجوع إلى أين؟ فقال له: لدار بن حسين. يقال عندما يكون الشخص لا محيد له من العود إلى مكان أو إلى شخص أو عمل كان يحاول الابتعاد عنه أو الاستغناء عنه. وهو قريب من قولهم: يدور الزرع يدور، ولعين الرحى يرجع (ي – 49)، وقول الشاعر : أطوف ما أطوف ثم آوي * إلى بيت قعيدته لكاع وابن حسين، اسم عائلة من العائلات الفاضلة الخيرة بتطوان . قال لو: كتعرف العلم؟ قال لو : كنعرف نزيد فيه: سأله: أتعرف العلم؟ فأجابه – على سبيل الاعتزاز والافتخار – أعرف الزيادة فيه. أي إنه لا يقتصر على معرفته، بل يعرف حتى الزيادة فيه. يكنى بذلك عن أن الشخص إما مدعي مغفل، وإما جاهل جهلا مركبا يحسب الزيادة في الشيء كمالا، مع أن العقلاء مجمعون على أن الزيادة في الشيء نقصان. قال لو: كيف كتسرقو بالغيطا؟ قال لو: الطبل يسترنا: سأله: ما هذا؟ أتسرقون بالمزمار؟ فأجابه بقوله: الطبل يسترنا. يكنى بذلك عن التفكير الأخرق للحمقى والمغفلين ومن في حكمهم، لأن الطبول لا تزيد المزمار إلا إعلانا وإشهارا، لا تسترا وإخفاء، والشأن في اللصوص أن يتستروا لئلا يفطن بهم الناس، كما أن الشأن فيمن يصحب معه الطبل والمزمار، أن يشهر نفسه وعمله ويلفت إليه الأنظار، اللهم إلا أن تكون مصاحبة اللصوص للطبل والمزمار لأجل التضليل وإبعاد الشبهة والتهمة، كما يفعله بعض المضللين من محترفي السياسة والمهربين ومهرة اللصوص الذين يقومون بأعمالهم في رابعة النهار كأنها شيء عادي، والواقع أنها من الخطورة بمكان. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...