أداء إيجابي يختتم تداولات بورصة الدار البيضاء اليوم الجمعة    مجموعة برلمانية تدعو إلى بلورة استراتيجية وطنية شاملة ومندمجة خاصة بالذكاء الاصطناعي    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار عمارة سكنية بفاس إلى 10 قتلى    عمال النظافة بطنجة يحتجون ضد شركة "أرما"    رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية يدعو إلى التركيز في التعاون مع المغرب على القطاعات التنموية الاستراتيجية    مقاولات مغربية تفوز بأغلب صفقات إنجاز الطريق السيار القاري الرباط – البيضاء    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. لوديي يستقبل وزير الدفاع بجمهورية كوت ديفوار    علاء اللامي يكتب: ردا على المقولة المتهافتة «فوز مرشح ترامب» لباباوية الفاتيكان    مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تشارك في خطة أميركية لتوزيع المساعدات في غزة    باير ليفركوزن يعلن رحيل تشابي ألونسو نهاية الموسم    أخبار الساحة    السعودية تشارك في معرض الدوحة للكتاب ب 10 آلاف إصدار دعوي وتوعوي    استئنافية البيضاء تُحدّد تاريج جلسة أخرى لمواصلة مناقشة ملف قضية "اسكوبار الصحراء"    تحريض على القتل الممنهج والإعدام يورط هشام جيراندو في قانون الإرهاب    بنعلي: المغرب أحدث رسميا ثماني محميات بحرية موزعة على طول سواحله المتوسطية والأطلسية    الدار البيضاء.. توقيف شخصين بحوزتهما 2236 قرص مهلوس و23 غراما من الكوكايين    الناصري يتهم "إسكوبار الصحراء" بالمساس بمؤسسات الدولة ومحاولة الانتقام من المغرب    الصويرة تحتضن الدورة الثالثة من المعرض الوطني للنزعة الخطوطية    بعد تتويجه بجائزة أحسن ممثل.. البخاري: المسار مستمر رغم المكائد    ندوة وطنية تكريما لسعيد حجي: المثقف والوطني    مهرجان ربيع الشعر الدولي بآسفي في دورته الثالثة يكرم محمد الأشعري    "الفراقشية" يضخون الأغنام المدعمة في السوق    أسرة أم كلثوم تستنكر استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صوت "كوكب الشرق"    "انبعاثات" تضيء ليالي مهرجان فاس    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة    أجواء معتدلة غدا السبت والحرارة تلامس 30 درجة في عدد من المدن    نائبة أخنوش تعتذر عن إساءتها لساكنة أكادير.. وممثل ال "العدالة والتنمية" في أكادير يطالب "الرئيس الغائب" بتحمل مسؤليته    كوسومار تستهدف 600 ألف طن سكر    باكستان تعلن إسقاط 77 طائرة مسيّرة هندية خلال يومين    مجلس المنافسة يحقق في تواطؤ محتمل بين فاعلين بسوق السردين الصناعي دام 20 عامًا    "نقابة FNE" تكشف تفاصيل الحوار    نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي..    سباق اللقب يشتعل في الكامب نو والكلاسيكو يحدد ملامح بطل الليغا    حكيم زياش يتصدر العناوين في قطر قبل نهائي الكأس    منتدى البحر 2025: رهانات حماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري محور نقاش بالجديدة    سؤال في قلب الأزمة السياسية والأخلاقية    انعقاد الاجتماع الوزاري المقبل للدول الإفريقية الأطلسية في شتنبر المقبل بنيويورك    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    برلماني يطالب باختصاصات تقريرية لغرف الصناعة التقليدية    بطولة ألمانيا.. ليفركوزن المجرّد من لقبه يواجه مستقبلا غامضا    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    الذهب يصعد وسط عمليات شراء وترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين    كيم جونغ يشرف على تدريبات نووية    8 قتلى و7 جرحى في حادث انهيار منزل من 4 طوابق بفاس    في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة وتصاعب المطالب بوقف التطبيع.. إسرائيل تصادق على اتفاقية النقل البحري مع المغرب    "مؤثِّرات بلا حدود".. من نشر الخصومات الأسرية إلى الترويج للوهم تحت غطاء الشهرة!    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الشودري : مقالات في كلمات العدد/87
نشر في بريس تطوان يوم 28 - 03 - 2016


العدد:87
*.*مقالات في كلمات*.*
*الناس لا يكرهونك لعيوب فيك ولكن بسبب مزاياك !
أنيس منصور
*يخطأ من يظن أن المرأة تطلب مساواتها بالرجل، المرأة لن يرضيها سوى أن يصبح الرجل في مقام العبد وتصبح هي سيدته.
أنيس منصور
*لم يعرف المرأة من عرف ألف امرأة.
أنيس منصور
*دائما كن لطيفا مع الكل فهناك لحظات وداع ليس لها وقت محدد ولن يسعفك الوقت للتبرير أو الاعتذار.
أنيس منصور
*إن الاستعمار ليس مجرد عارض بل هو نتيجة حتمية لانحطاطنا.
مالك بن نبي
*لكي نجبر الناس على أن يقولوا الخير فينا.. يجب أن نعمل الخير.
فولتير
*البشر عامة يودون أن يكونوا طيبين، لكنهم ليسوا طيبين للغاية وليس طوال الوقت.
جورج أورويل
*هذا كل ما تحتاجه لتعرفه عن المرأة والرجل: النساء مجانين،الرجال أغبياء.. والسبب الرئيسي أن النساء مجانين هو لأن الرجال أغبياء.
جورج كارلين
*ليس الأمر هو عدم رؤيتهم للحل بل عدم رؤيتهم للمشكلة.
جي كيه شسترتون
*ينضج الناس من خلال الخبرة إذا واجهوا الحياة بشجاعة ومصداقية. فهكذا تكتسب الصفات التي تميز الإنسان.
إليانور روزفلت
*لا تتكئ على أحد فذراعك هو عكازك الوحيد الذي يجب أن تعتمد عليه وأن تسير في طريق الحياة!
ماري جاردن
*إذا أردت أن تخلق لنفسك أعداء فحاول أن تغير شيئا.
وودرو ويلسون
*ما يُبقي العالم على قيد الحياة ليس الحقيقة بل الإيمان.
إدنا سانت فنسنت ميليه
*يود كل شخص أن يعيش طويلا لكن لا أحد يرغب في أن يصبح عجوزا.
جوناثان سويفت
*قبل أن تتحدث معي عن دينك دعني أراه في تعاملك مع الآخرين.
كوري بوك
*سئل حكيم: ما أكثر ما يدهشك في الكون..؟
فأجاب: الإنسان. لأنه يضحي بصحته من أجل المال.
ثم يضحي بالمال من أجل استعادة صحته وهو قلق جدا على مستقبله لدرجة أنه لا يستمتع بحاضره.
فيعيش كأنه لن يموت أبدا.
ولكنه يموت وكأنه لم يعش أبدا.
اللهم ارزقنا الرضا بما قسمت لنا وبارك لنا فيه.
*يقول جوشوارينولدز: ليست هناك حيلة لا يلجأ إليها الشخص لكي يتجنب مشقة التفكير. وقد سأله رالف امرسون هذا السؤال "ما هو أشق عمل في العالم"؟ وأجاب قائلا: هو أن نفكر".
وقال هنري فورد: إن التفكير أشق ما وجد من الأعمال. ولعل هذا هو السبب في أن قليلين جدا هم الذين يستخدمونه، وقد قال قائل: إنك تستطيع أن ترسل رسائل حول العالم في أقل من نصف ثانية لكن قد يقتضي الأمر سنوات حتى تدخل فكرة بسيطة في ربع بوصة جمجمة الإنسان.
وقال آخر: إن العلة في كون الأفكار تموت في بعض الرؤوس هي أنها لا تحامل العزلة التي تبترها عن العالم الخارجي.
ويقول جوته: إن كل الأفكار الحكيمة حقا قد سبق لها من فكر فيها آلاف المرات من قبل، فلكي نجعلها أفكارا بالمعنى الصحيح لابد أن نفكر فيها مرة أخرى لأنفسنا تفكيرا مخلصا حتى تتغلغل في خبراتنا.
إن نوع التفكير الذي ننغمس فيه هو الذي يولد لنا نوع الحياة التي نحياها، فالشخص الذي يسمح لنفسه بالانغماس في أفكار قائمة حزينة لا يسعه إلا أن يحيا حياة قاتمة حزينة.
ويقول أحد العلماء: غذّ عقلك بالأفكار العظيمة لأن إيمان الناس بما هو بطولي يجعل منهم أبطالا.. إنما لا يجوز أن نعرقل التفكير بالخوف.. إن الأفكار التي يقف الخوف في سبيلها كالسفن التي يقف الضباب في طريقها، هيهات لها أن تتقدم إلا قليلا.
إن التفكير لابد له من أن يقوم على أساس من الإيمان بأن هناك حلا لمشكلاتنا وبأننا أكفاء لتلك المشكلة وبأننا نريد إثارة المشكلات لمجرد إثارتها لأن هدفنا ليس هو الاضطراب والنشاز بل هدفنا هو السكينة وهو التناغم وهو الانسجام بالإيمان المخلص.
*كان الأصمعي يطوف بالبيت الحرام فشاهد أعرابيا ممسكا بأستار الكعبة ويقول: اللهم أمتني ميتة أبي خارجة!
فسأله الأصمعي: وكيف مات أبو خارجة. قال الأعرابي: أكل فامتلأ، وشربَ عصير عنب، ونام في الشمس، فمات شبعان ريان دفيان .
*قال أحد البخلاء الأغنياء لخادمه: هات الطعام.. وأغلق الباب.
فقال الخادم.. يا سيدي هذا خطأ..
قال: ولماذا ؟
قال الخادم: قل أغلق الباب.. وهات الطعام.
فقال له السيد: أنت حر لوجه الله.. لمعرفتك بعزم الأمور.
*مرت بأبي الحرث جارة له، فحادثته ساعة فجاع، فطلب الأكل، فقالت له: أما في وجهي ما يشغلك عن الأكل..؟ !قال، جعلت فداك ! فلو أن جميلا وبثينة قعدا ساعة لا يأكلان لبصق كل منهما في وجه الآخر وافترقا...
*دخل رجل على الشعبي في مجلس القضاء ومعه امرأته، وهي من أجمل النساء، فاختصما إليه، فأدلت المرأة بحجتها وقربت بينتها. فقال الشعبي للزوج: هل عندك من مدفع؟ فأنشأ يقول:
فتن الشعبي لما ** رفع الطرف إليها
فتنته بدلال ** وبخطي حاجبيها
فقضى جورا على ال ** خصم ولم يقض عليها
كيف لو أبصرت منها ** نحرها أو ساعديها !
وانتشرت القصة، وبلغت مسامع الخليفة عبد الملك. فدخل عليه الشعبي يوما فابتسم وقال:
كيف لو أبصرت منها ** نحرها أو ساعديها ؟!
*جائزة نوبل:
*تمنح جوائز نوبل، وهي خمس في عددها من قبل مؤسسة نوبل. وتأتي المبالغ النقدية المخصصة لهذه الجوائز من صندوق خاص أوصى بإنشائه ألفرد نوبل المهندس السويدي ومخترع الديناميت. وقد اخترع نوبل عدة أنواع من المتفجرات وأدخل تحسينات على متفجرات أخرى، الأمر الذي جعله يحصل على ثروة كبيرة. وعندما توفي في عام 1896 ترك جانبا كبيرا من هذه الثروة على شكل وقف تمنح من ريعه خمس جوائز سنويا للعلوم الطبيعية، والكيمياء، والفسيولوجيا أو الطب، والأدب، والسلام. وتتألف كل جائزة من ميدالية ذهبية وشهادة يسرد فيها سبب نيل الفائز للجائزة وكمية كبيرة من المال تبلغ خمسة عشر ألف جنيه بزيادة أو نقصان إذ أن هذا المبلغ يختلف باختلاف دخل الوقف السنوية. وليس من المحتم أن تمنح الجائزة كل عام. وفي هذه الحالة يضاف ريع الوقف إلى الوقف نفسه أو إلى معاهد نوبل الخاصة التي أنشئت لدراسة هذه العلوم أو لأمور تتعلق بتقدم الأدب والسلام ويمكن أن يفوز بجوائز نوبل أفراد من أية أمة. ولكن المرشحين للفوز بها يجب أن يزكوا من قبل هيئة تمثل فروع العلوم والآداب. ويسمى المرشحون من قبل لجان تتألف من مختلف المجامع العلمية والأدبية السويدية. ولكن المرشحين لجائزة السلام يسمون من قبل لجنة من البرلمان النرويجي وذلك لأن السويد والنرويج كانتا بلدا واحدا أثناء حياة ألفرد نوبل وبعد مماته بعدة سنوات وقد بدئ في منح المكافآت في عام 1901. ومن بين الأوائل ممن فازوا بالجوائز رنتغن مكتشف الأشعة السينية ومدام كوري وزوجها.ومنذ ذلك الحين حوت قائمة الفائزين بالجوائز عدة أسماء مشهورة. وتمنح جائزة السلام في بعض الأحيان، إلى هيئة دولية، مثل هيئة الصليب الأحمر ومجلس خدمات الأصدقاء، المعروف باسم "الكويكرز" أو إلى دائرة المندوب السامي الخاص باللاجئين والتابعة للأمم المتحدة. ومن الجدير بالذكر أنه لم تمنح أية جائزة للسلام أثناء نشوب الحربين العالميتين.
*وراء كل امرأة ناجحة حب فاشل.
*حب الرجال كالكتابة على الماء وإخلاصهم كالكتابة على الرمال.
*الحب عند المرأة قصة عاطفية هي بطلتها وعند الرجل قصة هو مؤلفها.
*الحب الحقيقي كالأشباح كثيرون يتكلمون عنه وقليلون منهم رأوه.
*فتاة اليوم إذا تزينت فتنت، وإذا ابتسمت سحرت، وإذا طبخت قتلت.
*الشبه بين النساء والصحف.. أن كلاهما ينشر الأخبار حيث ذهب.
*يقولون: كن حسن المظهر ولن تنساك العيون. لكن.. كن حسن الخلق ولن تنساك القلوب.
*لا تخدعك المظاهر فهدوء المقابر لا يعني أن الجميع في الجنة.
*لا تعتمد على الحب فهو نادر، ولا تعتمد على الإنسان فهو مغادر، ولكن اعتمد على الله فهو القادر.
*إذا ضحك لك الزمان فكن على حذر، لأن الزمان لا يضحك طويلا.
*الحياة تعلمك الحب، والتجارب تعلمك من تحب، والمواقف تعلمك من يحبك.
تاريخ تطوان
*سفير من تطوان إلى ملك فرنسا عام 1092ه
علمنا مما سبق أن السلطان المولى إسماعيل كان قد أسند حكم جل الشمال المغربي إلى القائد علي بن عبد الله، وفي ذلك العهد كانت تطوان (كما قلنا) هي المدينة الوحيدة التي ظلت إسلامية مغربية غير خاضعة لحكم الأجانب في هذه النواحي، فكانت بذلك مركزا لقوات المجاهدين المغربيين العاملين لتطهير بقية المدن الساحلية من رجس الاحتلال الأجنبي وإرجاع الحكم الإسلامي المغربي إليها.
ونظرا لاتساع الناحية التي كانت تحت نظر القائد علي المذكور، فإنه يظهر أنه كان يولي أشخاصا ليباشروا تحت إشرافه الأحكام المدنية في بعض النواحي، ولا ندري ما هو اللقب الذي كانوا يطلقونه على أولئك الحكام، هل هو لقب القائد أم لقب الخليفة أم غير ذلك.
والذي نفهمه من الحوادث، أن الحاج محمد تميم (الأول) كان أولا أحد أولئك الحكام المحليين، أي انه كان حاكما بمدينة تطوان في أواخر القرن الحادي عشر للهجرة، والمسيو شارل بنز الفرنسي (الآتي ذكره) يذكر لنا أن الحاج محمد تميم هذا، قد تولى منصب باشا بمدينة تطوان ثم بمدينة سلا، فهل ولايته لمنصب باشا تطوان كانت بعد احتلال المسلمين لطنجة وأمر السلطان للقائد علي بن عبد الله بالانتقال إليها وللسكنى بها ؟ أم إن ولايته لتطوان إنما كانت كحاكم محلي تحت نظر القائد العام علي بن عبد الله ؟ الله أعلم.
وعائلة تميم نعرف عنها أنها كانت عائلة تطوانية مشهورة، ونعرف من تاريخها أن أحد أفرادها وهو الحاج محمد تميم (الثاني) قد تولى حكم تطوان في أواسط القرن الثاني عشر، بعد قتل السلطان للباشا أحمد بن علي الريفي عام 1156. وسيأتي لنا الكلام على ولايته وأعماله، فلعل تميما الثاني، حفيد تميم الأول، أو لعله على الأقل من أقاربه.
والحاج محمد تميم "الأول" لم نقف له على ذكر في مراجعنا العربية، ولكن المصادر الافرنجية قد تحدثت عنه كثيرا، وذكرت أنه كان أول سفير للسلطان المولى إسماعيل إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، وكانت تلك السفارة أواخر سنة 1681م (عام 1092ه) وقد أفاض القول في هذه السفارة المسيو شارل بنز Charles Penz في كتابه "ملوك فرنسا والمغرب"1Les Rois De France Et Le Marocوصديقنا الأستاذ عبد الغفور الفقاي التطواني بارك الله فيه، هو الذي استخرج لنا من هذا التأليف معلومات لخصت فيما يلي: كان الحاج محمد تميم الذي شغل منصب باشا تطوان ثم مدينة سلا، أول سفير أرسله جلالة الملك مولاي اسماعيل إلى بلاط الملك لويس الرابع عشر، وذلك في شتاء سبتمبر سنة 1681م، وقد نزل إلى ميناء بريست في 17 أكتوبر سنة 1681، ولم يصل إلى باريس إلا في 30 ديسمبر. وكانت مقابلته للويس الرابع عشر في 4 يناير سنة 1682 (24 ذي الحجة عام 1092ه)، وعلى إثر تلك المقابلة، ابتدأت المفاوضات بين تميم من جهة والوزيرين كولبير دو كرواسي Colbert De Croissy. وسنيلي Seignelay من جهة أخرى، تلك المفاوضة التي انتهت بإبرام المعاهدة التجارية المعروفة بمعاهدة 29 يناير 1682 (20 محرم 1093)، والتي مازالت آثارها ماثلة حتى اليوم. ولئن كان شهرا يناير وفبراير (حيث جرت تلك المحدثات) مهمين في تاريخ العلاقات الفرنسية المغربية، فإنهما لم يكونا أقل أهمية منهما في حياة السفير الحاج محمد تميم.
ولقد خصصت صحف ذلك العهد عدة أحاديث عجيبة عن إقامته بالعاصمة الفرنسية، ستكون لنا مساعدة على تتبعه أثناء تجوله بباريس، والإشارة إلى إعجابه بما شاهده من مناظر المدينة وآثارها القديمة.
وفي اليوم الذي أعقب يوم المقابلة، أقام تميم مأدبة غذاء تكريما للملك لويس الرابع عشر، وكان السفير يتحدث إليه باللغة الإسبانية، ويقوم الضابط البحري دو ريموندي De Raymondis بمهام ترجمان أثناء ذلك الحديث. وفي نفس ذلك اليوم ذهب السفير إلى مسرح سان جرمان Saint Germain لمشاهدة أبرا أطيس Atys من وضع كينو ولولي Quinault et Lully وقد أعجب بذلك كثيرا، كما حضر أيضا عرض "بالي" انتصار الحب Le Triomphe De L'amour لنفس المؤلفين، وذلك على خشبة مسرح الأكاديمية الموسيقية الملكية. ولقد سببت تلك المناظر عجبا شديدا لدى أعضاء الوفد الذين كانوا برفقة تميم، لدرجة أن أحدهم امتنع عن النظر إلى ما يجري على خشبة المسرح، قائلا إن ذلك ضرب من السحر.
وبتاريخ 12 يناير، زار السفير كنيسة نوتردام Notre Dame حيث استقبل على أنغام الأرغن، وصعد إلى أبراجها لمشاهدة مدينة باريس، وقد قال حينئذ انه يرى بها ثلاث مدن، بعضها فوق بعض، وذلك لشدة علو منازلها.
وعندما زار المكتبة الملكية، اندهش لكثرة ما ألف بها من الكتب العربية، ومن بينها مصحف، وقد أخذه ووضعه على جبهته وجبينه وفمه، بعلامات إجلال وتعظيم خاصة.
وفي أثناء مأدبة عشاء أقامها له لويس الرابع عشر، سأله هل كان مسرورا بمقامه بباريس، فأجاب بأنه قد بكى عندما أمره مولاه السلطان بالسفر إلى باريس، ولكن بكاءه سيكون أشد عندما يهم بمغادرتها، ثم استفهمه الملك عن رأيه في مدينة باريس، فأجاب قائلا إني في حيرة لأنني إذا ما عدت إلى بلادي وقصصت على الناس ما شاهدته هنا، فإنهم لن يصدقوني، ثم أضاف قائلا، إنه لا غرابة في ذلك، لأنه هو بنفسه لو لم يزر باريس، لما آمن بوجود ما وقع بصره عليه، وأنه قد عني بوصف كل ما شاهده في كتاب سماه "كتاب العجائب". ولقد أشار محرر جريدة مركور - Mercure- الذي روى هذا الحديث، أن الملك سر بهذا الجواب، وقال على رؤوس الأشهاد، إن السفير رجل ظريف.
وفي أوائل فبراير، زار قصر فرساي Versailles فأعجب بحجره وخاصة بما وجد به من أوان فضية.
وفي اليوم العاشر من الشهر المذكور، بعدما شاهد للمرة الثانية أوبرا "طيس"، استقبل من طرف لويس الرابع عشر مقابلة الوداع، فألقى الحاج تميم خطابا بين يديه أشاد فيه بشخصية الملك وبعظمته، وعبر فيه عن إعجابه الفائق بما شاهده بالديار الفرنسية، وعن سروره بالوصول إلى الإحراز على سلام ذي فائدة كبرى لمولاه السلطان. ثم دعاه الله أن يمنح كافة إفريقيا لمولاي إسماعيل، وباقي أجزاء المعمورة للملك الفرنسي.
وقد مكث السفير بعد ذلك بضعة أسابيع بالعاصمة، زار أثناءها مدرسة Quatre Nations فوجد بمكتبتها عدة كتب عربية، كما زار ملجأ La Charité فأعجب بنظامه وبالنظام السائد فيه، ورأى راهبا يفصد بعض المرضى، فأبدى استغرابه من ذلك. وذكر أن عملية الفصد لا تجري في بلاده في فصل الشتاء، بل إن ذلك لا يكون إلا في الصيف فقط.
ثم سيق بعد ذلك إلى الصيدلية، حيث عرضت عليه عدة مساحيق للأحجار الكريمة، ومما استرعى انتباهه، مسحوق الياقوت الأحمر واللؤلؤ والزبرجد والمرجان الأحمر والأبيض والعنبر وغيرها، وعندما سئل عن رأيه في ذلك، أجاب بأن كل هذا يصدر من بلده مثل العلوم الطبية أيضا.
ومما رواه صحفيو ذلك العصر، أن أغرب ما لوحظ، هو أن السفير عندما مر بحجرة الجرحى بذلك الملجأ، نهض الكثير منهم، ومن بينهم خمسة أو ستة كانوا منذ أكثر من ثلاثة أشهر عديمي الحركة، فلقد فعل حب الاستطلاع في هذه المناسبة ما عجز الدواء عن فعله بمثل هذه السرعة.
ثم زار معهد السوربون ومكتبته، وحضر موسم Saint Germain Des Prés وشاهد أثناء حفلة تمثيلية إيطالية، إذ أن تميم كان يعرف اللغة الإيطالية، وقد رسم أنطوان تروفان Antoine Trouvain العضو بأكاديمية الرسم، صورة للسفير ورفاقه، وهم بإحدى شرفات المسرح ينصتون بانتباه، وبصحبتهم الضابط الترجمان M. De Raymondis الذي لزم الحاج تميم منذ وصوله لميناء بريست.
وعند زيارته لمطبعتين من مطابع المدينة، طلب في إحداهما أن تحضر إليه حروف عربية، فأحضرت في الحال، وركب منها بعض الأسطر، كما طبع اسمه واسم أفراد حاشيته، وسلم لهم ذلك.
وقبل مغادرته لباريس بيومين، وصلته من الملك لويس الرابع عشر بضع هدايا، منها مسرجتان زجاجيتان جميلتان، وساعتان كبيرتان، واثنتا عشرة ساعة صغيرة مختلفة الأصناف، واثنا عشر كساء من الديباج، وبندقيتان بديعتان، وطبنجتان وزربية وأشياء أخرى.
وفي 25 فبراير، غادر باريس ولم يصل مرسيليا إلا يوم 16 مارس، وقد أمضى في طريق عودته ثلاثة أيام بمدينة ليون، وبعض يوم بمدينة أفينيون Avignon وفي مدينة مرسيليا قدم له شيوخ البلدة هدية، ثم توجه بعد ذلك إلى ميناء طولون، حيث وصل يوم 22 مارس، وقد زار بها الترسانة ومختلف المعامل.
وفي 28 مارس، طلب الحضور لمشاهدة صنع المدافع، فرأى كيف تم إفراغ ستة مدافع، ثم أبحر بعد ذلك على ظهر سفينة لو لوريي Le Laurier التي كان يقودها مسيو دو بيليسل M. de Bellisle... إلخ.
*رسائل رسمية من سلطان المغرب وولاته إلى ملك فرنسا
وعاد السفير الحاج محمد تميم إلى بلده تطوان، وكتب منها إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، رسالة مؤرخة ب 27 ربيع الثاني عام 1093ه موافق 5 مايو 1682م. وهذا نصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
إلى عظيم الروم والنبرضور الويش الرابع عشر صاحب مملكة الفرنسيين، السلام على من اتبع الهدى. أما بعد فليكن في علمكم أنا وصلنا لبلاد الإسلام بخير، ولله واجب الحمد على ذلك، وكان ركوبنا البحر في مركب القبطان بليله، وقد أحسن إلينا غاية الإحسان، وعاملنا بالبرور والامتنان، وبالغ في إكرامنا وتعظيمنا، فوجب علينا شكره إليكم، وعندما وصلنا حضرة ضيفنا وسيدنا أمير المؤمنين المؤيد بالله تعلى أبي النصر مولانا إسماعيل الهاشمي الأصيل، سألنا عن حال سفرنا وملاقاتنا معكم ورجوعنا عنكم وما جرى بيننا وبينكم، فأجبناه عنكم بما عاملتمونا به من البرور والإكرام لجانب مولانا المؤيد والإعظام، وتتابع الإحسان والإنعام، فشكر ذلك منكم وحصل له اليقين عنكم، وواعدنا بمجازاة خيركم ومقابلة إحسانكم وبرّكُم، فإذا وصل الباشضور من بلادكم إن شاء الله، فله ما يرضيه ويسره.
وعرفناه أيضا بما وقع الوفق معكم من فداء أسارى الفريقين، فأنعم بالقبول والرضى، وهذا ما أجاب به أيده الله من فضله والسلام. وكتب لثلاث بقين من ربيع الثاني عام ثلاثة وتسعين وألف.
تاريخ تطوان "للفقيه العلامة المرحوم محمد داود"– مراجعة وتصحيح: حسناء داود
الطبعة 2013 - المجلد الأول من:(ص 255 إلى 259)
------------------------------
1-Editions A-maynier Casablanca 1947 Pa. 115
*المدرس: اذكر خمسة أشياء تحتوي على اللبن.
التلميذ: الزبد والجبن وثلاث بقرات..
*كان مراكشي وفاسي جارين عزيزين.. تقابلا في الصباح فصاح المراكشي في وجه الفاسي غاضبا وهو يقول: كلبك عض ابني. فأجاب الفاسي ببرود وهدوء ممسكا بيد المراكشي بفلسفة وحكمة:
أولا: كلبي صغير ما له أسنان. ثانيا: كلبي مؤدب.. ثالثا: وهو المهم .. ليس لي كلب بالمرة.
*تقدم الرجل النحيف الخجول لترشيح نفسه لوظيفة حارس ليلي للمصنع فنظر إليه مدير المصنع من قمة رأسه إلى أخمص قدميه وقال له: الواقع أننا نريد شخصا قلقا لا يغمض له جفن طوال الليل شخصا يسيء الظن بكل إنسان، ويسمع دبيب النملة، شخصا جريئا، جحودا، ضيق الصدر، سريع الغضب.. هذا هو الشخص الذي نريده لهذه الوظيفة.
فقال الرجل الوديع: إذن فسأرسل لك زوجتي.
*دخل برنارد شو إلى إحدى الحفلات مسرعا وبيده حقيبة بادر بتسليمها إلى رجل عند الباب قائلا :
- خذ هذا القرش واحتفظ لي بالحقيبة فصحح له الرجل خطأه قائلا: ولكنك مخطئ يا سيدي – فأنا لست بخادم – أنا محام.. فعاد برنارد شو يدس يده في جيبه ويقول : إذن خذ شلنا..
*قضت الشقيقتان العانستان سنوات عديدة في انتظار أن يمن الله على كل منهما بزوج.. وكان الدعاء الذي تتوجان به صلاتهما كل مساء هو: "اللهم أرسل لي زوجا".
وذات مساء نال اليأس من الأخت الكبرى. فقررت أن تغير دعاءها. وهتفت :
يا إلهي.. أسألك أن ترسل إلى أختي زوج أخت.
*دار المليونير على عقبيه وتأهب لمغادرة مكتب المصور غاضبا، لأن الصورة التي رسمها له المصور لم تعجبه. وعض المصور على شفته.. ولزمه أن يقضي في صنع الصورة ستة أسابيع ثم تذهب جهوده هباء، وأن يفقد الخمسمائة دولار أجر الصورة، وهو الأجر الذي اتفق عليه مع المليونير. قال: صبرا لحظة يا سيدي.. هل لك أن تذكر لي كتابة أنك ترفض قبول الصورة لأنها لا تشبهك.
واغتبط المليونير بهذه الطريقة السهلة لفض النزاع.. وجلس إلى المكتب لساعته.. وكتب على ورقة انه يرفض قبول الصورة لأنها لا تشبهه. وبعد عدة شهور.. أقامت جمعية الفنانين معرضا للصور في قصر الفنون الجميلة.
وما كاد المعرض يفتتح حتى توالى قرع جرس التليفون على المليونير. وبعد دقائق وقف المليونير بسيارته أمام قصر الفنون، وقصد لتوه إلى البهو الذي عرضت فيه رسوم المصور فرأى هناك صورته التي سبق أن رفضها وقد كتب تحتها هذه صورة لص معروف.
*كان الجنرال بروس كلارك يلقي محاضرة على مجموعة من الضباط الكوريين خلال حرب كوريا.. عندما انتهز الفرصة لكي يلقي إحدى النكات المفضلة لديه.. وعندئذ قام المترجم بترجمة النكتة، ولكنه لم يستخدم غير سبع أو ثمان كلمات فقط، وعلى الفور انفجر الجميع ضاحكين بشدة.. وبعد انتهاء المحاضرة سأل الجنرال كلارك المترجم كيف استطاع أن يعيد سرد هذه النكتة الطويلة بمثل هذا الإيجاز..
فقال المترجم: الواقع أنني لم أتوقع منهم أن يفهموا النكتة، ولهذا قلت لهم "لقد قال الجنرال نكتة الآن فأرجو أن تضحكوا جميعا".
*-*-*-*
والله الموفق
2016-03-28
محمد الشودري
Mohamed CHAUDRI


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.