أخنوش: نشتغل على 4 ملفات كبرى ونعمل على تحسين دخل المواطنين بالقطاعين العام والخاص    أخنوش يربط الزيادة في ثمن "البوطا" ب"نجاح نظام الدعم المباشر"    الخريطة على القميص تثير سعار الجزائر من جديد    بطولة انجلترا لكرة القدم.. مانشستر سيتي يفوز على مضيفه برايتون برباعية    المغرب يستنكر بشدة اقتحام متطرفين المسجد الأقصى    رئيس الحكومة يجري مباحثات مع وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي    بسبب إضراب غير مسبوق.. إلغاء آلاف الرحلات في فرنسا    3 سنوات سجنا لشقيق مسؤول بتنغير في قضية استغلال النفوذ للحصول على صفقات    ''اتصالات المغرب''.. النتيجة الصافية المعدلة لحصة المجموعة وصلات 1,52 مليار درهم فالفصل اللول من 2024    نمو حركة النقل الجوي بمطار طنجة الدولي خلال بداية سنة 2024    الدفاع المدني في غزة يكشف تفاصيل "مرعبة" عن المقابر الجماعية    الاتحاد الجزائري يرفض اللعب في المغرب في حالة ارتداء نهضة بركان لقميصه الأصلي    بطولة مدريد لكرة المضرب.. الاسباني نادال يبلغ الدور الثاني بفوزه على الأمريكي بلانش    رئاسة مؤتمر حزب الاستقلال تقترب من قيوح .. واللجنة التنفيذية تشعل المنافسة    التحريض على الفسق يجر إعلامية مشهورة للسجن    بشكل رسمي.. تشافي يواصل قيادة برشلونة    البطولة الوطنية (الدورة ال27)..الجيش الملكي من أجل توسيع الفارق في الصدارة ونقاط ثمينة في صراع البقاء    مهنيو الإنتاج السمعي البصري يتهيؤون "بالكاد" لاستخدام الذكاء الاصطناعي    السلطات تمنح 2905 ترخيصا لزراعة القنب الهندي منذ مطلع هذا العام    بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية    زنا المحارم... "طفلة" حامل بعد اغتصاب من طرف أبيها وخالها ضواحي الفنيدق    بعد فضائح فساد.. الحكومة الإسبانية تضع اتحاد الكرة "تحت الوصاية"    الأمثال العامية بتطوان... (582)    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولات الخميس على وقع الأخضر    منصة "واتساب" تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت    تشجيعا لجهودهم.. تتويج منتجي أفضل المنتوجات المجالية بمعرض الفلاحة بمكناس    نظام الضمان الاجتماعي.. راتب الشيخوخة للمؤمن لهم اللي عندهومًهاد الشروط    مضامين "التربية الجنسية" في تدريب مؤطري المخيمات تثير الجدل بالمغرب    حاول الهجرة إلى إسبانيا.. أمواج البحر تلفظ جثة جديدة    المعارضة: تهديد سانشيز بالاستقالة "مسرحية"    القمة الإسلامية للطفولة بالمغرب: سننقل معاناة أطفال فلسطين إلى العالم    اتساع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جديدة    3 مقترحات أمام المغرب بخصوص موعد كأس إفريقيا 2025    عودة أمطار الخير إلى سماء المملكة ابتداء من يوم غد    ألباريس يبرز تميز علاقات اسبانيا مع المغرب    "مروكية حارة " بالقاعات السينمائية المغربية    الحكومة تراجع نسب احتساب رواتب الشيخوخة للمتقاعدين    في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    منصة "تيك توك" تعلق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد    وفينكم يا الاسلاميين اللي طلعتو شعارات سياسية فالشارع وحرضتو المغاربة باش تحرجو الملكية بسباب التطبيع.. هاهي حماس بدات تعترف بالهزيمة وتنازلت على مبادئها: مستعدين نحطو السلاح بشرط تقبل اسرائيل بحل الدولتين    وكالة : "القط الأنمر" من الأصناف المهددة بالانقراض    "فدرالية اليسار" تنتقد "الإرهاب الفكري" المصاحب لنقاش تعديل مدونة الأسرة    العلاقة ستظل "استراتيجية ومستقرة" مع المغرب بغض النظر عما تقرره محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرش الجنسي يخترق الكثير من أسوار مدارس المملكة
نشر في الأستاذ يوم 12 - 12 - 2010

تحرشات واعتداءات جنسية على التلاميذ والتلميذات من طرف زملائهم أو أساتذتهم في هذه المؤسسة أو تلك.. بعضها يصل على وسائل الإعلام والبعض الآخر يظل في طي الكتمان لأسباب متعددة، لا يدفع الثمن غير الضحايا الذين يتجرعون مرارة ما تعرضوا إليه في صمت.. فمن يتحمل مسؤولية هذا السلوكات؟ ما أسباب تفشي هذه الظاهرة في المؤسسات التعليمية؟ وما الآثار التي تخلفها الاعتداءات الجنسية على الضحايا؟
عدد الحالات في ارتفاع والمسؤولية تتقاسمها الأسرة والمجتمع والدولة
كان يأخذ أميمة إلى سبتة ويبدأ بالعبث بمناطقها الحساسة بعد أن يأمرنا بان نغمض أعيننا ، مهددا بمعاقبتها إذا نظرنا إليه ... بكل عفوية وتلقائية نطقت الطفلة شيماء بهذه العبارات أمام القاضي الذي كان يستفسرها عما كان يفعل بهن شخص أوكلت إليه مهمة التربية والتعليم .
اميمة وشيماء وتلميذات أخريات من نفس القسم بإحدى المدارس بيعقوب المنصور بالرباط أكدن في شهاداتهم أمام القاضي أن المعلم المتهم كان يضع مكتبه في الجهة الخلفية من القسم في الجهة الخلفية من القسم وليس بالقرب من السبورة ، وذلك ليتسنى له ممارسة سلوكاته المشينة على التلميذات بعيدا عن أنظار بقية التلاميذ، وعندما سأل القاضي المتهم عن سبب ذلك تذرع بأنه وجد المكتب في نقس المكان ولم يقع بتحويله .
تحكي نجيمة أديب رئيسة جمعية ” ماتقيش ولادي ” التي تبنت الملف ، إن الطفلات الضحايا صرحن لها بأن المعلم )ص- ر،57 سنة ( كان يعتدي عليهن جنسيا كنوع من العقوبة ، موضحة أن زميلات الضحايا لم يجرؤن على أخبار أوليائهن خوفا من أن يتعرضن لنفس العقاب طرف المعلم .
وحسب أديب، فلم يفتضح أمر هذا المعلم إلا بعد أن خرجت الضحية اميمة عن صمتها وقررت أخبار والديها التي سارعت إلى تقديم شكاية ضد المتهم ، قبل آن تحذو حذوها أمهات أخريات .
وأكدت أديب أن المتهم حاول مع عدد من زملاءه استجداء أسرة اميمة لتتراجع عن الشكوى ، إلى درجة أنهم ذبحوا خوفا أمام بيت المشتكين ، غير أنهم لم يقبلوا التنازل .
وبعد الاستماع إلى الضحايا والمتهم حكمت ابتدائية الرباط على المتهم ب5 سنوات سجنا نافذا ، لكن هذه العقوبة ، تقول نجية أديب ، سرعان ما تبخرت بعد أن تمت تبرئته في المرحلة الإستئنافية من التهم المنسوبة إليه .
تحرشات مدير
مدير مدرسة بالرباط يخرج إلى الساحة لينتقي إحدى التلميذات ثم يختلي بها في مكتبه ويشرع في تقبيلها وتحسس مناطقها الحساسة قبل أن يعتدي عليها جنسيا .. انه عنوان قضية لا تزال معروضة على محكمة الابتدائية بالرباط .لم يبلغ إلى علم الأمهات خبر تحرش مدير المؤسسة بطفلاتهن اللواتي يتابعن دراستهن في مستوى السادس ابتدائي إلا عندما أسرت إحداهن لوالدتها بالخبر المفجع ، وسعت الأم إلى أن تبحث في الحقيقة الأمر فتعرفت على طفلات أخريات يتابعن دراستهن في القسم السادس بنفس المدرسة ، غير أنها قدمت شكاية ، رفقة ثلاث نساء فقط ، إلى نائب أكاديمية الرباطسلا – زمور – زعير والى مصالح الأمن ، يوضحن فيها أن مدير المؤسسة يقوم بالتحرش الجنسي بطفلاتهن ، اللواتي لا يتجاوز سنهن 12 سنة .
وتقول بعض الصادر انه سبق لمعلمة بنفس المدرسة أن اكتشفت أمر المدير وتحدثت معه في الموضوع، لكنه سرعان ما انتقم منها بالتسبب في نقلها إلى مؤسسة أخرى. وأشارت المشتكيات إلى وجود العديد من التلميذات اللواتي يمارس عليهن المدير مثل هذه الاعتداءات ولا يسعين إلى تقديم شكاية ، لأنه يقوم بتهديدهن ، حيث أكدن أنه يقوم باستدعائهن إلى المكتب ويغلق الباب ثم يبدأ في تقبيلهن في أفواههن وتلمس نهودهن بعنف... وأفادت مصادر مطلعة ” أخبار اليوم “بأنه جرى الاستماع، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى التلميذات المشتكيات وكذا بعض مدرساتهن اللواتي أكدن أن المدير المتهم كان يستدعي في كل مرة إحدى التلميذات إلى مكتبه دون ذكر الدواعي.وأضافت نفس المصادر انه سيتم استدعاء المتهم ، الذي لا يزال مهامه كمدير بنفس المؤسسة ،للاستماع إلى أقواله خلال جلسة يوم التاسع من شهر نونبر المقبل .
ظاهرة تستفحل
تشير معطيات قدمها المرصد الوطني لحقوق الطفل إلى انه استقبل 120 حالة اعتداء جنسي خلال السنتين الماضيتين ، تحتل ضمنها الإناث الرتبة الأولى )60 حالة (، ثم الذكور )57 (. وحسب نفس المعطيات ، فانه جهة الرباطسلا – زمور – زعير تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد الضحايا الذي من حيث عدد الضحايا الذي توصل به المرصد )43 حالة ( تليها جهة الغرب – الشراردة – بني احسن )13 حالة (، وتأتي مدينة الدار البيضاء في الرتبة الثالثة ب 10 حالات . وتعد الفئة العمرية التي يتراوح سنها ما بين 7 و 12 سنة من أكثر الفئات عرضة للتحرش ، حسب نفس المصدر . ويضم المرصد ، الذي تأس سنة 1995 وتترأسه الأميرة للامريم ، مركز مرجعيا للاستماع إلى الأطفال ضحايا سوء المعاملة والإهمال ،إلى جانب رقم هاتفي أخضر .
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد http://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=305383
مسؤولية من ؟
تحرشات واعتداءات جنسية على التلاميذ من طرف زملائهم أو أساتذتهم في هذه المؤسسة أو تلك .. بعضها يصل إلى وسائل الإعلام والبعض الآخر يظل في طي الكتمان لأسباب متعددة، ولا يدفع الثمن غير الضحايا الذين يتجرعون مرارة ما تعرضوا إليه في الصمت.. فمن يتحمل مسؤولية هذه السلوكات ؟ اجمع كل الذين استقت ” أخبار اليوم ” آراءهم حول ظاهرة التحرش الجنسي في المؤسسات التعليمية على تحميل مسؤولية تفشي هذا السلوك السلبي إلى كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع والاعتداء وحتى الدولة . فبينما تعتقد الطالبة إيمان لحرش أن المسؤول الأول عن تفشي ظاهرة التحرش في المدارس هو الأسرة ، وبعدها يأتي المجتمع ، يؤكد الطالب إبراهيم احلي إن سبب كثرة الاعتداءات والتحرشات الجنسية في المدارس يرجع إلى الاختلاط ثم في الدرجة الثانية وجود بعض الأساتذة ” الذين يستغلون مهنتهم لممارسة هذه الأفعال الشاذة ” .ثم استدل إبراهيم على كلامه قائلا: ” ذات مرة أعطى أحد الأساتذة كتابا لإحدى التلميذات وطلب منها أن تقرأه وتعيده إليه، وفي اليوم الموالي لما أعادت إليه الكتاب اخبرها بأنه أعطاها إياه كهدية.. ومع مرور الأيام بدأ يستدرجها بواسطة الهدايا إلى أن أصبح يطلب منها أن تبقى في القسم عندما يخرج التلاميذ” ويوافق الأستاذ محمد ابحير إبراهيم وإيمان في كلامهما ، إذا أكدا أيضا هناك ضعفا للمراقبة في المدارس وتهميشا للجانب الاجتماعي والتربوي ، الذي يفترض أن يقوم به الأساتذة لتوعية التلاميذ وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة .ويرى سعيد لشكر أستاذ أن التحرش الجنسي في المؤسسات التعليمية أصبح ظاهرة مخيفة .
ويرى لشكر أن المسؤولية في ذلك تتقاسمان عدة جهات من بينها الإعلام ،الذي صنفه في المرتبة الأخطر ، حيث قال : ” إن المسلسلات المكسيكية والتركية التي تسكن دار البريهي وعين السبع قد أوصلت المجتمع المغربي إلى الحضيض . نعم إن هاتين المؤسستين تسخران كل ما بوسعهما من أجل توسيع ثقافة العري والتحرش.. والتلميذ في ظل تكاثر هذه المسلسلات لا يسعه إلا أن يحذو الشخصيات التي يشاهدها من خلال تقليدها “. وفي ما يشبه الحل الناجع في نظرة، ختم لشكر كلامه بالقول انه ” يجب على الأسرة مراقبة فلذات أكبادها داخل وخارج أسوار المدرسة، وذلك بالسؤال عنها واستفسار الأساتذة عن مستواها التعليمي والأخلاقي “. بدورها ترى نجية أديب رئيسة جمعية ما تقيش ولادي ، إن الجانب الزجري ما زال ضعيفا مشيرة إلى أن المتورطين في جرائم التحرش واغتصاب القاصرين “لا تتم معاقبتهم إلا في بعض الحالات ، وحتى إذا حكم عليهم فان الأحكام تكون رحيمة بالمقارنة مع المجرم الذي اقترفوه “. وهو ما اعتبرته أديب قد يشجع على استمرار هذه الاعتداءات في ظل عدم تطبيق القانون . جدير بالذكر أن البرلمان المغربي سبق أن ناقش سنة 2008 مشروع قانوني يجرم التحرش الجنسي ويعاقب كل من تورط في التحرش بفتاة أو معاكستها بالسجن وبغرامة مالية، إلا القانون لم يصادق عليه حتى اليوم.
حركات : تأثير التحرش والاغتصاب قد يؤدي بالضحايا إلى الانتحار
يؤكد خبراء علم النفس أن التحرش والاغتصاب يتركان آثارا عميقة على نفسية الضحايا الأطفال ، إلى درجة أن هذه الآثار يمكن أن تقلب شخصية الضحية رأسا على عقب ، بدفعها إلى الانتحار لوضح حد لمعاناتها النفسية .
وقال الدكتور أبو حركات الأخصائي في العلاج النفسي والجنسي، إن المتحرشين لا يختلفون عن غيرهم من الناس، سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى الفكرية، لكنهم يختلفون في النمو النفسي والاجتماعي.
وأوضح حركات ، في تصريح ل ” أخبار اليوم ” أن بعض المتحرشين يمارسون هذا السلوك لا إراديا خاصة في فترة المراهقة ، أو بحافز من الحوافز كأن يكون المراهق مع جماعة من أصدقائه ثم فجأة يبدأ في “النكان” على الفتيات بغرض إظهار فحولته أمام رفاقه .
لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى التحرش الراشد ، يضيف حركات ،حيث أكد أن الأستاذ الذي يتحرش بتلميذاته أو يعتدي عليهن جنسيا )أي انه يؤدي الآخرين من اجل تحقيق ذاته ومصالحه بدافع أنانيته المفرطة (.
وحول التأثير النفسي ، يلحق ضحايا الاعتداءات الجنسية ، أكد الدكتور حركات أن الطفل الذي يتم اغتصابه يتعرض لتأثير عميق وطويل إلى درجة قد توصله إلى الانتحار لما تشعر به الضحية من آلام نفسية كالشعور بالخوف من الجنس الآخر والميل للعزلة والوحدة والخوف من الخروج من البيت ..
محمد صدوقي: للتحرش عدة عواقب سلبية وآثار نفسية خطيرة على الضحية
ما هي أسباب تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في المدارس؟
أسباب تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في المدارس لها علاقة بخصوصيات المتحرش أو المتحرشة ( تلاميذ، أطر المدرسة، غرباء)، وبطبيعة المدرسة كمكان اجتماعي : فالتحرش الجنسي بين التلاميذ من الجنسين، وخصوصا ابتداء من نهاية المرحلة الابتدائية إلى نهاية التعليم الثانوي ( وما بعده)، يتزامن مع مرحلة المراهقة كمرحلة نمائية نفسية يمر منها الطفل (ذكر أو أنثى). وهذه المرحلة معروفة ببداية وترسيخ النضج الجنسي فيزيولوجيا ونفسيا، وتمركز سلوكات وهوامات وتمثيلات المراهق/ة حول كل ما هو جنسي عامة؛ لذا فأسباب التحرش الجنسي عند هذه الفئة من التلاميذ هي أسباب غالبا لاشعورية تفرضها طبيعة مرحلتهم النمائية السيكو-جنسية، بالإضافة إلى غياب التشبع والالتزام بأخلاقيات المسؤولية واحترام الآخر لدى هذه الفئة من التلاميذ المتحرشين . كما أن المدرسة المختلطة كمكان تسهل فرص الالتقاء والتواصل والتفاعل المباشر بين التلاميذ، خصوصا في الأمكنة التي تكون بعيدة عن عيون مراقبة الأطر التربوية، أو من خلال وسائل تصعب مراقبتها (لفظية، كتابية، رسومات...).
كما قد نلاحظ تفشي هذه الظاهرة ولو نسبيا عند بعض الأطر المدرسية التي تعيش مراهقة متأخرة، أو معاناة أخرى من مكبوتات مرضية غير متحكم فيها، أو استغلالا لسلطتهم المدرسية وغياب الضمير المهني والالتزام بالأخلاقيات التربوية عامة.
أما التحرش الذي يمارسه الغرباء خارج المدرسة فسببه الرئيسي هو غياب المراقبة واليقظة التربوية خارج المدرسة، وغياب الأمن المراقب لسلامة التلاميذ.
ما العواقب التي تخلفها هذه السلوكات على الضحايا؟
إذا اعتبرنا التحرش الجنسي تغريرا، وعنفا يمارس في حق المتحرش بهم ويسيء إلى كرامتهم النفسية والجسدية، وإذا كان هذا التحرش مصحوبا بالشعور بصدمة قوية، فإنه تنجم عنه عدة عواقب وآثار نفسية سلبية وخطيرة على شخصية المتحرش به( وخصوصا لدى الأطفال الصغار)، منها : الانحراف الجنسي هتك العرض، الخوف من الجنس الآخر وكراهيته، الشعور بالإهانة أو الذنب، العدوانية والانتقام من الجنس الآخر، الانطواء وسوء الاندماج الاجتماعي، أمراض جنسية (برود جنسي، أمراض عضوية)، وقد تكون أحيانا العواقب وخيمة جدا بحيث يمكن أو تؤدي إلى العنف الجسدي والقتل.
من يتحمل المسؤولية في استمرار حدوث هذه الاعتداءات؟
أعتقد أن المسؤولية في تفشي ظاهرة التحرش الجنسي مشتركة بين المدرسة والأسرة والمجتمع عامة: فمسؤولية المدرسة تتجلى في مراقبة الظاهرة ومحاربتها إداريا عن طريق الصرامة في زجر المتحرشين المضبوطين، والتحسيس والتوعية التربويين بخطورة وسلبيات الظاهرة، وتربية التلاميذ على قيم وأخلاقيات احترام الجنس الآخر والتحلي بالمسؤولية وبالسلوك المدني داخل وخارج المدرسة.
كما أن الأسرة مسؤولة من خلال مراقبة وتتبع أبنائها، وتحذيرهم من عواقب الظاهرة، وتربيتهم تربية حسنة تقيهم من كل الأفعال والسلوكيات السلبية والمسيئة إليهم وغلى الآخر.
كما أن المجتمع ( خصوصا الإعلام وجمعيات المجتمع المدني) لديه مسؤولية توعية الأطفال والشباب والمواطنين عامة بخطورة هذه الظاهرة وآثارها النفسية السلبية على التلاميذ كأطفال، وما ينتظر المتحرشين من عقوبات قانونية زجرية... ولديه أيضا مسؤولية في توفير الأمن النفسي والجسدي والتربوي من طرف الجهات والأجهزة الرسمية المختصة.
ما هي في نظركم الحلول الناجعة للحد من استمرار الظاهرة؟
من بين الحلول المقترحة لمحاربة الظاهرة: مدرسيا، يجب تطويقها تربويا، من خلال التعريف بها ومناقشتها بين التلاميذ، للتحسيس والوعي بآثارها السلبية النفسية والإدارية الزجرية عليهم، سواء كمتحرشين أو متحرش بهم، وبكونها تنافي الأخلاقيات الدينية والقيمية الفاضلة. ولم لا تدريس مادة التربية الجنسية في مدارسنا كمادة مستقلة لما لها من آثار تربوية إيجابية على شخصية وسلوكيات أطفالنا ( ذكورا وإناثا)، لأن التربية الجنسية هي كذلك التربية على قيم وأخلاقيات احترام الجنس الآخر. وعلى الإدارة التربوية أن تتعامل كذلك مع هذه الظاهرة بالصرامة الإدارية والتربوية اللازمة لتطويقها سواء تعلق الأمر بالتلاميذ أو أطر المدرسة على السواء.
كما على الأجهزة الأمنية أن تكثف خدماتها الأمنية بأبواب المدارس والأماكن القريبة منها لحماية التلاميذ من كل أشكال السلوكات اللاأمنية والمسيئة إلى سلامتهم الجسدية والتربوية والأخلاقية، بما فيها التحرش الجنسي. ناهيك عن ضرورة تعبئة المجتمع برمته (أسرة وإعلاما، وقطاعات وزارية معنية، ومجتمعا مدنيا...) لمحاربة هذه الظاهرة وغيرها من السلوكات السلبية التي بدأت تعرفها مدراسنا مؤخرا، وذلك بتكثيف عمليات التوعية واليقظة وكذلك الزجر، لتطويق هذه الظاهرة والقضاء عليها في مدارسنا.
أخبار اليوم
11 دجنبر 2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.