في لحظة مضيئة تؤرخ لتقوية الروابط التاريخية بين المغرب والبحرين، وترسخ علاقات التعاون المدني العربي، احتضن مقر الجامعة الوطنية للتخييم بالعاصمة الرباط، يوم 5 ماي حفل توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الجامعة الوطنية للتخييم وجمعية البحرين للعمل التطوعي، في مبادرة تؤكد الإرادة المغربية في إرساء ثقافة التطوع وتعزيز موقع الشباب في صلب المشاريع المجتمعية. مبادرة مغاربية بخلفية عربية جاءت هذه الخطوة تتويجًا لمسار من الحوار والتنسيق بين مؤسستين تحوزان تراكمًا نوعيًا في مجال التأطير التربوي والمجتمعي، وتنسج خيوط تعاون يعكس الرؤية المشتركة لمجتمع مدني فاعل، وفعال… مبادر ومبدع، ومُنفتح على القضايا الكبرى للشباب في الفضاء العربي والدولي. في هذا السياق وبروح من التضامن والتآزر، وبوعي مشترك بأهمية البناء من القاعدة، تنخرط المؤسستان المدنيتان في مسار أجرأة رؤية تشاركية يروم بلورة مشاريع ملموسة وميدانية، تنطلق من الدينامية الجمعوية ومن انتظارات المجتمع والشباب، لتصريف قيم التعاون والتطوع والثقافة المدنية. شراكة ترتكز على المبادرة والخبرة وقع الاتفاقية كل من محمد كليوين، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، و عبدالعزيز راشد السندي، رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للعمل التطوعي، في حضور ثلة من الأطر الجمعوية، والمهتمين بقضايا الطفولة والشباب. ويذكر أن الاتفاقية تنص على التزام الطرفين بعدد من المحاور الأساس، كالتنظيم المشترك للمخيمات واللقاءات التربوية التي تنفتح على البعد العربي وتعزز قيم الانتماء والمبادرة وتبادل الأطر والخبراء في مجالات التكوين والتأطير التربوي والمجتمعي، بما يضمن مهنية البرامج ونجاعتها. بالموازاة سيتم إطلاق مشاريع شبابية في مجالات التربية على المواطنة والمبادرة الذاتية، بما يستجيب لحاجيات الفئة المستهدفة ويترجم طموحها. وتهدف الاتفاقية أيضًا إلى تقاسم الوثائق البيداغوجية والتجارب الميدانية، قصد تنمية الرصيد التكويني وتعزيز رأس المال المعرفي للجمعيات الشريكة، مع إرساء آلية للتتبع والتقويم تضمن الاستمرارية والمردودية وتحفز على التجديد. التطوع مدرسة مغربية للأمل وفي هذا الصدد وفي تصريح بالمناسبة، قال محمد كليوين رئيس الجامعة الوطنيةللتخييم :" نؤمن بأن العمل التطوعي ليس فقط مسألة تقنية أو نشاطًا ثانويًا، بل هو رافعة تربوية حقيقية لبناء الإنسان المواطن، وفضاء لصقل الشخصية وترسيخ القيم، وهذه الشراكة مع أشقائنا في البحرين تشكل امتدادًا طبيعيًا لروح مغرب يتقاطع فيه العطاء مع الالتزام، وتؤسس لعمل عربي مشترك يضع الشباب في قلب التنمية، وتنزيلا لاستراتيجية عمومية في قطاع الشباب، لتوسيع الشراكات بما يخدم الشباب وإثراء التجارب والخبرات، وخدمة قضايا الشباب عامة وفق الرؤية الحكيمة والسديدة لعاهلي المملكتين" نحو منتدى شبابي عربي بروح مغربية و جدير بالذكر أنه في أفق تعميق هذه الشراكة، يشتغل الطرفان على إطلاق منتدى شبابي تطوعي عربي، يحتضنه المغرب أو البحرين بالتناوب، يكون فضاءً للحوار والتكوين وتبادل التجارب، ومناسبة لطرح القضايا الحقيقية التي تهم الشباب العربي من منطلقات واقعية وتشاركية. بواسطة محمد قمار