— أكد المصطفى الرميد، الوزير السابق وعضو الحكومة الأسبق، أن الخلافات المثارة داخل بعض الأوساط الإعلامية والسياسية بخصوص المفاضلة بين القضايا الوطنية، وعلى رأسها "تازة" بما ترمز إليه من هم وطني داخلي، وبين القضايا القومية والدينية، وعلى رأسها "غزة"، هي خلافات "مصطنعة ولا أساس لها في وجدان المغاربة واختياراتهم المبدئية". وقال الرميد، في مقال رأي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، إن التناقض المزعوم بين "تازة" و"غزة" لا يوجد إلا لدى فئة محدودة من الأشخاص الذين يرون أن الدفاع عن القضايا الوطنية يقتضي التنصل من الالتزامات القومية والدينية، أو على العكس، الدفاع عن القضايا القومية يفرض التقليل من شأن الأولويات الوطنية. واعتبر أن هذا الطرح غير مقبول ولا يعبر عن المواقف الأصيلة للمغاربة، الذين يجمعون بين الاعتزاز بهويتهم الوطنية والانخراط في قضايا الأمة. وأبرز الوزير السابق أن المملكة المغربية، ومنذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، واستمرارًا مع الملك محمد السادس، لم تتخلَّ يومًا عن قضاياها القومية، بل تبوأت موقعًا رمزيًا حساسًا من خلال رئاستها للجنة القدس، وهو ما يعكس التزامًا مبدئيًا وماديًا ومعنويًا تجاه فلسطينوالقدس الشريف. وأضاف الرميد أن من يرفع شعار "تازة أولًا"، في إطار تغليب الخاص على العام، لا يمكن مؤاخذته إن كان موقفه نابعًا من ترتيب الأولويات الوطنية، أما إن كان هدفه التنصل من واجب النصرة والتضامن مع فلسطين، والانسجام مع المواقف الصهيونية، فذلك "موقف لا يليق بالمغاربة الأحرار ولا ينسجم مع روحهم الوطنية والإنسانية". وختم الرميد مداخلته بالتأكيد على أن الانتصار لقضايا المغرب لا يتنافى مع الانخراط في قضايا الأمة، داعيًا إلى الحفاظ على التوازن الأخلاقي والسياسي الذي طبع مواقف المغاربة تاريخيًا، حيث ظلوا دومًا في صف الوطن والحق والإنسانية، سواء في "تازة" أو "غزة" أو "القدس".