أصدرت الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بيانا استنكاريا بشأن ما رصدته من تجاوزات إعلامية لبعض المنابر، التي أقدمت على استغلال تصريحات عدد من التلاميذ بعد اجتيازهم اختبارات البكالوريا في بعض المواد، بهدف تحقيق الإثارة والربح السهل على حساب القيم التربوية والأخلاقية. وأكدت الرابطة وفق بيان توصلت به "رسالة 24 أن بعض هذه التصريحات تم اجتزاؤها من سياقها الحقيقي، وتم تداولها بشكل ساخر ومهين، مما أساء لصورة التلميذ المغربي، ويمس كرامته وكرامة أسرته ومحيطه التربوي والاجتماعي. وأضاف البيان أن هذه التصرفات من شأنها أن تؤثر سلبا على نفسية التلاميذ، وتضعف الثقة في المدرسة العمومية. كما سجلت الرابطة قلقها من تنامي هذا النوع من الممارسات الإعلامية التي تواكب سير الامتحانات، معتبرة إياها نوعا من الضغط النفسي والسياسي الموجه ضد المنظومة التربوية، مشيرة إلى أن التصريحات المذكورة تمثل نتيجة مباشرة لتراكمات واختلالات بنيوية تطال النظام التعليمي. وفي السياق ذاته، ذكرت الرابطة بالتوصيات المنصوص عليها في المادة 5 من القانون الإطار رقم 51.17، خاصة ما يتعلق بمسؤولية التربية والتكوين في ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني، داعية إلى إصلاح عميق وشامل للمنظومة التعليمية، يقوم على تضافر جهود الأسرة والمجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. واستعرض البيان مجموعة من النقاط الأساسية، أبرزها: 1. رفض استغلال وضعية التلاميذ النفسية بعد الامتحانات، والتشكيك في قدراتهم وعدم احترام مشاعرهم وظروفهم؛2. التأكيد على أن التلاميذ ليسوا مسؤولين عن تعثر المنظومة التعليمية، بل هم ضحايا لها؛ 3. التحذير من خطورة نشر مقاطع تسخر من التلاميذ أو تسلط الضوء على زلاتهم اللفظية بشكل مسيء؛ 4. استنكار الأسلوب الإعلامي الذي يسعى إلى الإثارة والتشويه، دون مراعاة للقيم التربوية والأخلاقية؛ 5. رفض محاولات تبخيس مجهودات الدولة والأسرة والمدرسة في إنجاح الاستحقاق الوطني للبكالوريا؛ 6. الدعوة إلى مراجعة الضوابط القانونية التي تؤطر العمل الإعلامي خلال فترات الامتحانات، لضمان احترام كرامة التلميذ وحقوقه. وفي ختام البيان، دعت الرابطة كافة المؤسسات الإعلامية إلى تحمل مسؤوليتها التربوية والمجتمعية، وتفادي نشر محتوى يؤثر سلبا على التلميذ والأسرة والمدرسة. كما طالبت السلطات الوصية والمجالس الوطنية المعنية بالتدخل العاجل لضبط مثل هذه الانزلاقات، والتفكير في وضع ميثاق شرف إعلامي خاص بفترات الامتحانات. وشددت الرابطة على أهمية دور الإعلام في مرافقة التلاميذ وتشجيعهم، بدل التشويش عليهم، مؤكدة أن الحفاظ على كرامة التلميذ جزء لا يتجزأ من منظومة تربوية سليمة وعادلة وآمنة.