شهدت السواحل القريبة من مدينة الحسيمة، أول أمس الأربعاء، حادثًا بحريا خطيرًا كاد أن يتحول إلى كارثة بيئية حقيقية بالمتوسط، بعدما تعطلت سفينة تجارية "ATA-1" تحمل علم دولة بنما، بشكل مفاجئ إثر نفاد الوقود، مما تسبب في توقف كامل لمحركاتها وجنوحها قرب المناطق الصخرية. السفينة التي كانت متوجهة إلى السنغال وتقل على ظهرها شحنة من المواد شديدة الخطورة، ظلت تنجرف نحو الصخور البحرية على بعد 4 أميال ونصف من ساحل رأس سيدي عابد، في وضع وصف ب"البالغ الخطورة"، قبل أن يطلق طاقمها نداء استغاثة استجابت له سلطات ميناء الحسيمة بشكل فوري. واستنفرت السلطات المينائية مختلف أجهزتها، حيث جرى إرسال فرق للتدخل والدعم البحري بشكل عاجل مكونة من قاربين مطاطيين للدرك الملكي البحري، وزورق ثالث للقبطانية، إضافة إلى خافرة الإنقاذ "الريف" لميناء الصيد بالحسيمة، وزورق تابع للبحرية الملكية، لتزويد السفينة بكميات كافية من الوقود لتشغيل المحركات مجددًا، وذلك بتنسيق وثيق مع السلطة المحلية والوكالة الوطنية للموانئ. وبعد لحظات من تشغيل المحركات، تمكن طاقم السفينة التي يفوق طولها 118 م، من تعديل مسارها وتعويمها من جديد، والابتعاد عن منطقة الخطر، بعدما ساهم هذا التعاون المؤسساتي في تجنب وقوع الكارثة، بفعل التنسيق المحكم والتجاوب السريع مع نداء الاستغاثة للسفينة، وهو مامكن من تفادي تسرب مواد خطرة في مياه البحر، أو تحطم بدن السفينة على الصخور الساحلية. وقد لاقى هذا التدخل الناجح، إشادة واسعة من مهنيي القطاع وجميع المتابعين، الذين نوهوا ب"الجاهزية والاحترافية العالية" و"سرعة التجاوب" لعناصر فرق الإنقاذ، معتبرين ما حدث "نموذجًا يحتذى به في مجال "اليقظة البحرية" وحماية السواحل والتضامن، في لحظة برهنت فيها فرق الإنقاذ البحري على حس عالي بالشعور بروح المسؤولية والتعاون، والالتزام بالقانون البحري الدولي.