أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة عمر هلال، التزام المملكة المغربية الراسخ، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بقيم السلام والتعايش في سياق عالمي يشهد تصاعدا مقلقا لخطابات الكراهية، لا سيما في الفضاءات الرقمية. وخلال مداخلته في حدث أممي رفيع المستوى احتفاء باليوم الدولي الرابع لمكافحة خطاب الكراهية، أشار هلال إلى أن المغرب وبتوجيهات ملكية سامية، تبنى مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد لمواجهة هذه الآفة. وأبرز أن هذه المقاربة تشمل التأطير القانوني، والإشراف المؤسساتي والتربية على القيم، بالإضافة إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول يحترم الخصوصية وحقوق الإنسان. كما ذكر السفير المغربي بمضامين الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المؤتمر البرلماني الدولي حول حوار الأديان في يونيو 2023، والتي شددت على أهمية تعزيز جسور التواصل وترسيخ قيم التفاهم والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة. وعلى هامش هذا الحدث، تم تسليط الضوء على المبادرات الأممية التي ساهم المغرب في بلورتها من قبيل "خطة عمل الرباط"، و"خطة عمل فاس"، واستراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة خطاب الكراهية، وهي وثائق مرجعية أكدت المملكة من خلالها ريادتها في هذا المجال. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وفي رسالة بالمناسبة، شدد على ضرورة تكثيف الجهود الجماعية لمواجهة الخطابات السامة عبر بناء شراكات بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والزعامات الدينية، مؤكدا الحاجة إلى التصدي لخطاب الكراهية برسائل إيجابية تعزز التسامح والاحترام. كما أبرز رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، خطورة خطاب الكراهية باعتباره وقودا للتفرقة والعنف، مؤكدا أن لا مبرر له في عالم يتبنى القيم الكونية للسلام والكرامة الإنسانية. من جهته، نوه الممثل السامي لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس بالدور الريادي للمغرب في الدفاع عن التعددية الثقافية والدينية، مشيدا باستضافة المملكة للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات بمدينة فاس، والذي اعتبره نموذجا عالميا للتعايش البناء. وقد شهد اللقاء مشاركة رفيعة لممثلي الدول الأعضاء ومسؤولين أمميين وممثلين عن الشركات الرقمية والمجتمع المدني، حيث أشاد الجميع بالريادة المغربية في التصدي لخطاب الكراهية، خصوصا في ظل التحديات الجديدة المرتبطة بالاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي. ويجسد هذا الاعتراف الدولي المتجدد بمبادرات المملكة، التأثير المتزايد للدبلوماسية المغربية في تشكيل السياسات العالمية المرتبطة بحقوق الإنسان، والتعايش، والتصدي للانقسامات في عالم مضطرب.