أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، خلال اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، عن الشروع الفعلي في تنزيل برنامج دعم مربي الماشية وإعادة تكوين القطيع الوطني، في إطار تعاون وثيق بين القطاعات الحكومية المعنية، ووفقا للتوجيهات الملكية السامية. وأوضح الوزير أن هذا البرنامج يرتكز على مبادئ الإنصاف والشمول، إذ يشمل جميع مناطق المملكة دون استثناء، عبر إحصاء شامل للكسابة وقطعانهم من الأغنام والماعز والأبقار والإبل، وتشرف على تدبيره لجان محلية تسهر على تنزيله بشكل مهني وشفاف. ومن بين التدابير الرئيسية للبرنامج، أشار الوزير إلى تخفيف وإعادة جدولة ديون مربي الماشية، تقديم دعم مباشر للأعلاف، ترقيم الإناث من الأغنام والماعز، تأطير صحي وتقني للقطيع، وتحسين سبل إنتاج وتوريد الماشية، مع دعم اقتناء رؤوس جديدة ومعدات الإنتاج. ويستهدف البرنامج، الممتد لثلاث سنوات، الفلاحين الصغار والمربين الأكثر هشاشة، مع تركيز خاص على إدماج الشباب والنساء في الدورة الاقتصادية الفلاحية. ولم يغفل البواري التحديات البنيوية التي تعيق تزويد المربين بالأعلاف، في مقدمتها توالي سنوات الجفاف، ضعف إنتاج المراعي، والاعتماد الكبير على استيراد الأعلاف، مما يجعل الأسعار خاضعة لتقلبات السوق الدولية. من جهته، كشف رئيس مجلس إدارة القرض الفلاحي للمغرب، محمد فكرات، عن خطة لمعالجة القروض المتعثرة، تشمل تأجيل السداد، وإعادة احتساب الفوائد، وإعادة جدولة الدين وفق شروط ملائمة، بغرض إعادة إدماج أكبر عدد من الفلاحين ضمن النظام البنكي الوطني، وتمكينهم من الاستفادة من برامج استراتيجية "الجيل الأخضر". وقد ركزت تدخلات الفرق والمجموعات النيابية خلال الاجتماع على ضرورة تسريع وتيرة تنزيل هذا البرنامج الاستراتيجي، وضمان استفادة الفلاحين المتضررين من الجفاف، لا سيما في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها سلاسل تربية المواشي بالمملكة.