كشف ناصر بولعجول المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية عن معطيات مثيرة للقلق بشأن حصيلة حوادث السير لسنة 2024، حيث تجاوز عدد الوفيات لأول مرة عتبة 4000 وفاة، ما يمثل زيادة بنسبة تفوق 5 في المائة مقارنة بالسنة السابقة. سجلت الإحصائيات ارتفاعا لافتا في وفيات سائقي الدراجات النارية خلال العقد الأخير، إذ انتقلت حصتهم من مجموع القتلى من حوالي 43 في المائة سنة 2015 إلى 63 في المائة خلال سنة 2024، ما يجعل من هذه الفئة الأكثر عرضة للخطر على الطرقات. ونبه المسؤول إلى أن سلوكيات خطيرة تصدر عن بعض مستعملي الدراجات خاصة في صفوف الشباب، تتسبب في تهديد حقيقي لسلامة السير، مشددا على أن الوكالة أعدت برنامجا صيفيا خاصا يهدف إلى الحد من هذه الظواهر عبر حملات ميدانية وإجراءات رقابية مشددة. عزا المتحدث جزءا كبيرا من هذه الزيادة إلى الانتشار الواسع لخدمات التوصيل السريع، خاصة داخل المدن، حيث تتكرر مشاهد القيادة بسرعة مفرطة، وتجاهل الإشارات، والتوقف في أماكن غير مسموح بها، ما يفاقم من معدلات الحوادث. كما أشار إلى أن ما يعرف بالسياقة الاستعراضية ساهم بدوره في تفاقم الوضع، مؤكدا أن هذا السلوك ينطوي على مجازفات عبثية تهدد سلامة السائقين والراجلين، وتشيع حالة من الفوضى المرورية. وأعلن بولعجول عن حزمة إجراءات عملية سيتم تفعيلها صيف 2025، تتضمن مراقبة ميدانية مشددة للدراجات النارية، وتفعيل أجهزة إلكترونية لقياس السرعة، إضافة إلى تنظيم حملات تحسيسية داخل الأحياء الحضرية. حيث ركزت التدابير الجديدة على إلزام السائقين والركاب بارتداء خوذات مصادق عليها، مؤكدا أن عدم ارتداء الخوذة يضاعف من احتمال الوفاة بأكثر من ست مرات في حال وقوع حادث. واستهدفت الوكالة أيضا مراقبة توفر لوحات الترقيم، مؤكدة أن الدراجات غير المرقمة تعرقل جهود المتابعة في حال ارتكاب مخالفات أو التسبب في حوادث، وستُركز هذه المراقبة على الأسواق والمناطق التي تعرف نشاطا عشوائيا. إلى جانب ذلك بادرت الوكالة إلى إدماج رادارات محمولة وثابتة لرصد السرعة المفرطة، خاصة في الأزقة والمناطق المكتظة، مشيرة إلى أن أقل من 2 في المائة من شبكة الطرق مسؤولة عن أكثر من ثلث الوفيات، ما يستوجب مراقبة متواصلة. وفرضت الوكالة أيضا مراقبة تقنية صارمة على الدراجات التي تتجاوز سعتها 50cc، مع التأكيد على إخضاع المصنعين والموزعين لعمليات افتحاص دوري، بهدف الحد من تسويق نماذج لا تفي بشروط السلامة القانونية. واختتم بولعجول كلمته بالتشديد على أهمية العمل التوعوي، مشيرا إلى أن الوكالة ستقوم بتوزيع خوذات ومواد توجيهية ميدانيا، لتحسيس السائقين بخطورة التهور وضمان انخراط أوسع في ثقافة السلامة الطرقية.