وقعت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة وشركة "أسترازينيكا"، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق من أجل التطوير المشترك لمراكز للتميز مخصصة للأمراض النادرة، وذلك بهدف تعزيز المنظومة الصحية بالمغرب وتحسين التكفل بالمصابين بهذه الأمراض. ويندرج هذا التعاون ضمن دينامية تتوخى توفير حلول مبتكرة للمرضى، من خلال تيسير عملية التشخيص والولوج إلى العلاج وتكوين المهنيين في قطاع الصحة. ويشمل، على الخصوص، تطوير منصات متقدمة للتشخيص، وإدماج التكنولوجيات الحديثة في الاختبارات الجينية، وكذا إحداث أقطاب متعددة التخصصات للعلاج والبحث والتكوين. أكد مدير مركز محمد السادس للبحث والابتكار، صابر بوطيب، أن توقيع بروتوكول هذا الاتفاق يعد تتويجا لعمل جماعي تم إنجازه بشراكة مع مختبرات "أسترازينيكا"، على مستوى المنطقة، وليس في المغرب فحسب. وذكر بأن المركز كان سباقا على صعيد القارة الإفريقية إلى اعتماد تقنية "تسلسل الجينوم الكامل السريع لأغراض تشخيصية" (R-WGS)، التي تتيح إمكانية الكشف عن الأمراض النادرة في المغرب، دون الحاجة إلى إرسال العينات إلى الخارج. وأضاف بوطيب أنه بعد ثلاثة أشهر من الاختبارات، كشفت النتائج عن مؤشرات إيجابية للغاية، ما شجع على إطلاق مرحلة جديدة من التطوير عبر شراكة مع "أسترازينيكا" تهدف إلى إحداث مراكز التميز داخل مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة وكذا بمؤسسات أخرى. كما أبرز أن المركز يتقدم اليوم بوتيرة سريعة بفضل هذه الاختبارات الجينية من الجيل الجديد، مما يتيح تحسين التشخيص، ويمهد الطريق كذلك أمام حلول علاجية ملموسة، مضيفا أن توقيع هذه الاتفاقية الخاصة مع "أسترازينيكا" يندرج في إطار هذا التوجه. من جهته، قال رئيس شركة "أسترازينيكا" في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية، رامي إسكندر، إن هذه الشراكة مع المؤسسة تقوم على خمسة محاور رئيسية، أولها تقليص متوسط مدة تشخيص الأمراض النادرة، والتي قد تصل إلى خمس سنوات، ما سيساهم في تحسين التكفل بالمرضى. وأضاف أن المحور الثاني يتعلق بإحداث منصات مخصصة للاختبارات الجينية، بشراكة مع المؤسسة، موضحا أن 80 في المئة من الأمراض النادرة تعود لأسباب جينية، فيما يهم المحور الثالث تكوين الأطباء والممرضين والمساعدين بهدف تعزيز قدرات الفرق المشرفة على المرضى المصابين بهذه الأمراض. ويتعلق المحور الرابع ، بحسب السيد إسكندر، بضمان الولوج العادل للعلاجات، عبر توفير الأدوية بأسعار تتلاءم مع السياق المغربي، بتنسيق مع وزارة الصحة، فيما يتوخى المحور الخامس تحسين المعرفة الوبائية حول الأمراض النادرة في المغرب، من خلال عمل إحصائي وتتبع علمي. ويأتي هذا الاتفاق ليعزز التزام "أسترازينيكا" من أجل نمو مستدام وشراكة طويلة الأمد في المغرب، امتدادا للتعاونات الناجحة التي جرى تنفيذها مع مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة. وبذلك، يرسم الجانبان مسارا مشتركا يسعى إلى الاستجابة للاحتياجات الطبية الملحة، وإحداث أثر ملموس ومستدام لفائدة المرضى على مستوى المملكة.