إن ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الأخيرة انعكس بشكل مباشر على الموارد المائية بالمملكة، إذ واصلت حقينة السدود منحاها التنازلي لتستقر عند 34,9 في المائة إلى غاية 11 غشت الجاري، بما يعادل حوالي 5852 مليون متر مكعب من المياه المخزنة. وتظهر هذه الأرقام، بحسب مختصين، هشاشة الوضع المائي في المغرب أمام موجات الحرارة المتكررة التي تشهدها عدة مناطق، حيث تؤدي معدلات التبخر المرتفعة في فصل الصيف إلى فقدان جزء كبير من الاحتياطيات المائية. وفي تصريح ل "رسالة 24″، أوضح الخبير في المجال البيئي عبد الواحد الناجي أن "الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، المصحوب برياح الشركي، يضاعف من استهلاك الماء ويزيد في الوقت نفسه من فقدانه عبر التبخر، مما يضع السدود أمام معادلة صعبة: تراجع الموارد الطبيعية وارتفاع الطلب". وأضاف الناجي أن "التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة خلال فصل الربيع رفعت حقينة السدود إلى نحو 49 في المائة، غير أن تأثير الحرارة والجفاف سرعان ما أعاد هذه النسبة إلى أقل من 35 في المائة في ظرف بضعة أشهر فقط". وأكد المتحدث أن استمرار هذا المنحى يستدعي توسيع الاستثمار في محطات تحلية مياه البحر، وتعزيز برامج ترشيد الاستهلاك، إلى جانب التسريع في مشاريع الربط المائي بين الأحواض، باعتبارها حلولا هيكلية لمواجهة الضغط المتزايد على الموارد المائية. وأشار الناجي إلى أن التعويل على موسم مطري جيد لم يعد كافيا، لافتا إلى أن الوضع يفرض رؤية استراتيجية طويلة المدى تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية وانعكاساتها المباشرة على السدود والموارد الطبيعية للمملكة.