يصطدم عدد متزايد من المسافرين انطلاقا من مطار طنجة ابن بطوطة بواقع فوضى الحجز، مع ما يرافقه من قرارات مفاجئة تمنعهم من الصعود إلى الطائرات رغم توفرهم على حجوزات مؤكدة وتذاكر مدفوعة. الظاهرة، التي تتكرر بشكل لافت خلال موسم الصيف، تضع شركات الطيران، وفي مقدمتها الخطوط الملكية المغربية، تحت مجهر الانتقادات. وتقوم بعض الشركات ببيع عدد من المقاعد يفوق الطاقة الاستيعابية للطائرة، تحسبا لتغيب محتمل لبعض الركاب، في ممارسة تجارية تعرف باسم فرط الحجز. لكن تطبيقها في السياق المغربي، وخصوصا خلال ذروة الموسم الصيفي، غالبا ما يتم في غياب أي تعويض فوري أو ضمانات تواصل فعالة مع المسافرين. - إعلان - وتؤكد تقارير إعلامية وشهادات متقاطعة أن عددا من الركاب يبلغون في اللحظة الأخيرة بامتلاء الرحلة، ويطلب منهم الانتظار لساعات طويلة أو تأجيل سفرهم إلى اليوم التالي، دون توفير إقامة أو مواصلات بديلة، ودون أي تعويض فوري. وتبرز هذه الحالات بشكل خاص على الرحلات الرابطة بين طنجة ومدن أوروبية مثل باريس، بروكسيل، أمستردام، وليون. ورغم أن هذه الممارسة مقبولة قانونيا في بعض النظم الدولية، كتشريعات الاتحاد الأوروبي التي تفرض تعويضا يتراوح بين 250 و600 يورو، إلا أن الركاب في المغرب غالبا ما يتركون في مواجهة الغموض، دون إعلام بحقوقهم أو تمكينهم من المطالبة بها. ويؤكد مصدر من داخل مطار طنجة أن مسؤولية هذه الوضعيات تقع حصرا على شركة الطيران، وليس على إدارة المطار، التي تكتفي بالتنسيق اللوجستي ولا تتدخل في سياسة الحجز أو تدبير المقاعد. ويضيف أن سلطات المطار تواجه يوميا تداعيات هذه "الفوضى" دون أن تكون لها سلطة تنظيمية مباشرة. ومع تسجيل مطار طنجة ابن بطوطة حوالي 2.39 مليون مسافر في سنة 2024، وفقا لبيانات المكتب الوطني للمطارات (ONDA)، يزداد الضغط على البنية التشغيلية للمحطة الجوية، دون أن يواكب ذلك، بحسب ملاحظين، تعزيز للضوابط المتعلقة بحقوق المسافرين، أو إرساء آليات فعالة لحل النزاعات داخل المطار. وفي ظل غياب نظام وطني صريح يلزم شركات الطيران بتقديم تعويضات وإيضاحات عند منع الصعود، تتصاعد دعوات من هيئات حماية المستهلك من أجل إرساء آلية إنصاف مستقلة داخل المطارات، وتعديل الإطار القانوني بما يضمن الحد الأدنى من الكرامة والعدالة للمسافر المغربي. ففي مطار يربط المغرب بأهم عواصم العالم، لا تزال تجربة السفر مرهونة أحيانا بخيارات تجارية بحتة، يصطدم فيها المسافرون بواقع بيع مقاعد أكثر من المتاح… ثم يطلب منهم الانتظار.