شهدت عدة مدن مغربية، مساء الجمعة، تظاهرات سلمية جديدة نظمها نشطاء حركة "جيل زد 212" الشبابية، في إطار احتجاجاتهم المستمرة منذ أسبوع للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم ومكافحة الفساد، إضافة إلى دعوات برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي تنتهي ولايته خريف العام المقبل. في العاصمة الرباط، احتشد عشرات الشباب أمام مقر البرلمان مرددين شعارات من قبيل: "الشعب يريد الصحة والتعليم"، و"حرية كرامة عدالة اجتماعية"، و"لا يمين لا يسار يجمعنا حب الوطن". وفي شهادته، قال ياسر (20 سنة): "جئت للاحتجاج ضد الفساد والمطالبة بإصلاح التعليم والمستشفيات. أعاني في الكلية لأن التعليم الذي تلقيته في الثانوية لم يكن في المستوى المطلوب". امتدت المظاهرات أيضا إلى مدن أكادير، الدارالبيضاء، وطنجة، حيث نقلت وسائل إعلام محلية لقطات مباشرة للمسيرات، في وقت أكد فيه نشطاء الحركة التزامهم بالسلمية، بعد أيام من أحداث عنف شهدتها بعض المناطق وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. People protest against corruption and calling for healthcare and education reform, in Casablanca, Morocco, Thursday, Oct. 2, 2025. (AP Photo) وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن الضحايا قتلوا برصاص قوات الأمن خلال محاولة اقتحام ثكنة للدرك في جنوب البلاد، بينما أصيب أزيد من 350 شخصا، معظمهم من عناصر الأمن، في صدامات ليلية وقعت الثلاثاء والأربعاء. وأوضحت الحركة أنها "نأت بنفسها" عن تلك الأحداث، مشددة على سلمية تحركاتها. وفي الرباط، ارتدى بعض المتظاهرين ملابس سوداء حدادا على القتلى، استجابة لنداء الحركة. كما أصدرت الأخيرة بيانا موجها إلى الملك محمد السادس تطالب فيه بإقالة الحكومة "لفشلها في حماية الحقوق الدستورية للمغاربة والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية"، مع التعهد بالكشف عن "صيغة رسمية" نهائية لمطالبها لاحقا. من جهتها، أكدت الحكومة المغربية، أول أمس الخميس، استعدادها لفتح قنوات الحوار مع هذه الحركة، ونقل النقاش من العالم الافتراضي إلى المؤسسات. وتعود نشأة حركة "جيل زد 212" إلى منتصف شتنبر الماضي على منصة "ديسكورد"، عقب وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى عمومي بمدينة أكادير، وهو الحدث الذي شكل شرارة أولى لاحتجاجات سرعان ما اتسعت رقعتها لتشمل مدنا مختلفة.