وجهت ستون شخصية مغربية من مشارب سياسية وثقافية وحقوقية مختلفة، رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس، دعت فيها إلى إطلاق إصلاحات عميقة وشاملة تواكب المطالب الاجتماعية التي عبرت عنها تظاهرات حركة "جيل زد 212" الشبابية، المتواصلة منذ عشرة أيام. وجاء في الرسالة، التي نشرت الأربعاء، أن الموقعين توجهوا إلى الملك "باعتباره صاحب السلطة العليا والمسؤول الأول عن توجيه السياسات الكبرى في البلاد"، مشيرين إلى أن "الشعب المغربي يعاني، وشبابه يرفع صوته في الشوارع طلبا للتغيير والكرامة والعدالة الاجتماعية". وكانت الحركة الشبابية، التي تقدم نفسها على أنها تجمع مستقل ل"شباب حر" غير منتم لأي حزب سياسي، قد أعلنت مساء الثلاثاء تعليق احتجاجاتها مؤقتا"لإعادة التنظيم والتخطيط لتحركات جديدة"، تسبق الخطاب الملكي المنتظر الجمعة بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان. واعتبر الموقعون على الرسالة أن مطالب الشباب "عادلة ومشروعة"، ودعوا إلى الاستجابة لها عبر إصلاحات سياسية واقتصادية ملموسة، تشمل إعادة ترتيب أولويات الدولة لتتركز على التعليم والصحة والتشغيل، بدل الاستمرار في "الإنفاق المفرط على مشاريع رمزية" مثل الملاعب العملاقة. كما شددوا على ضرورة "مكافحة الفساد والزبونية"، وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص. وفي سياق متصل، طالب الموقعون بإجراء "إصلاح دستوري جديد" يرسخ الحكامة والمساءلة، إلى جانب الإفراج عن "جميع معتقلي حركة جيل زد 212 ومعتقلي الرأي" داخل البلاد. وكانت الحكومة قد أعلنت، الأسبوع الماضي، استعدادها لفتح قنوات حوار مع ممثلي الحركة الشبابية، بهدف نقل النقاش من الفضاء الرقمي إلى المؤسسات الرسمية.