من وجهة نظر ذاتية، اعتقد ان اربع ملاحظات اساسية هي ميزة البطولة الاحترافية لهذا الموسم،: 1/ مديرية التحكيم توقف العاصفة: بدعم من برامج تلفزيونية كنا نراها تؤجج وتثير اكثر مما تفيد، اثيرت مع انطلاقة الموسم الرياضي الحالي عدة ردود افعال كان الحكام ضحيتها المباشرة، كما كان رأس مدير المديرية السيد يحيى حدقة مطلوبا عبرها، على طريقة الويسترن الامريكي: حيا أو ميتا ، الى درجة تدبيج حكام في الكواليس لمواضيع انشائية نشرت على اعمدة الصحف الوطنية باسماء اعلاميين شباب تحولوا الى ابواق تنفخ ما لاعلم لها به ، والى درجة تصريح بعض مسيري فرق بضرورة اقالة حدقة على اعتبار انهم لمسوا فشله في تدبير المديرية.. ومنذ اسناد أمر تعيينات الحكام للمديرية، انتهى اللغط، واصبحت المباريات تدور في أجواء تحكيمية عادية جدا ، بحيث ان المباراة الوحيدة التي ستخلق الحدث كانت بمراكش بين الوداد والمولودية الوجدية، وهو لغط ما كان ليحدث اصلا لو كان تقدير الحكم سليما لضربة جزاء واضحة للوداد بعد إسقاط بين للمهاجم اسماعيل الحداد. صحيح ان بعض الهفوات رصدت في مواجهات اخرى، ومجددا تمحورت حول اعلان او عدم اعلان شرود او ضربات جزاء ، لكن ضخ الجسد التحكيمي بأسماء شابة نعتبره ربحا مهما على مستوى التحكيم الوطني، ولعل الدورة الاخيرة تشهد تعيينات لأول مرة في هذا القسم، تماما كما لاحظنا التعيين الاول للحكم سعيد القادري من عصبة سوس في الدورة 29 . 2/ الفتح الرباطي، التدبير الجيد: من مميزات الموسم الرياضي الحالي كذلك، الخط التصاعدي لنتائج فريق الفتح الرباطي، والمرشح للفوز بالبطولة ، حيث ان نتائجه كلها لا مجال للصدفة او الحظ فيها ، لكونها نتاج طبيعي لتسيير معقلن يستهدف تحقيق اهداف من بوابة مشاريع متوسطة المدى، ولعل الدرس المهم الذي يقدمه هذا الفريق المتكامل الصفوف هو توفير الاجواء اللازمة للاستفادة من عطاء كل المكونات ، بما في ذلك التعامل العقلاني مع الاطر التقنية، بعيدا عن اتخاذها شماعة لحظة النتائج السلبية. 3/ حان وقت قانون المدرب : هذا الموسم سيتميز بظاهرة طريفة ومحزنة في العمق معا ، بحيث يستحيل ان نجد تكرارا لها في أية بطولة في العالم ، بحيث رصدنا تجول مدرب حامل لرخصة (أ) في نفس الموسم بين ثلاثة اقسام ، اذ قبل التحاقه بفريق في البطولة الاحترافية، كان قد اشرف على شؤون فريق في القسم الثاني بداية الموسم الجاري، وبعده انتقل الى فريق بالقسم الاول هواة شطر الجنوب.. ان انتقال الاطار محمد الاشهبي بين فرق رجاء بني ملال، نهضة الزمامرة والمغرب الفاسي، يطرح علامات استفهام حول قانون المدرب المنتظر، والذي ينظم بشكل افضل عمل المدربين وفقا للشواهد المحصل عليها ، فعمليا ، لا اعرف شخصيا ماذا يفعل اطار حامل للرخصة (ا) بين ملاعب الهواة ؟.. المطلب الاكثر إلحاحا اليوم، هو احداث الرخصة الاحترافية ، والتي تخول لصاحبها العمل ضمن احدى فرق البطولة الاحترافية، لكن بدون اغراق المغرب برخص من هذا الحجم ، كما تم في مواسم سابقة على مستوى الرخص الاخرى .. 4/ جامعة الويكلو .. ربما اصبح البعض يتندر عقب إكثار الجامعة هذا الموسم من عقوبة اللعب بدون جمهور، مفضلين نعت الجامعة الحالية بجامعة الويكلو، وذلك بالفعل شيء سلبي في تصور الزجر المناسب، مما أفقد مباريات عدة بريقها ، خاصة ديربي الفرق البيضاوية مثلا. قضية الويكلو هاته تحتاج الى مراجعة ، لكونها ستحول مستقبلا دون تسويق المنتوج الكروي المغربي…