على إيقاع محركاتها الصاخبة، تفرض دراجات "السانيا" نفسها على شوارع طنجة، مثيرة القلق بين السائقين والمارة، فيما تتزايد الحوادث المرتبطة بها وسط مطالب بتشديد الرقابة. ورغم الحملات الأمنية المكثفة، فإن الظاهرة لا تزال تتفاقم، ما يثير دعوات متزايدة إلى تشديد الرقابة وتطبيق إجراءات أكثر صرامة. في المستشفى الجهوي محمد الخامس، يكاد قسم المستعجلات لا يخلو يوميًا من مصابي حوادث "السانيا". "نستقبل بشكل متكرر حالات إصابات في الرأس وكسور خطيرة، وغالبًا يكون السائقون غير محميين بخوذات واقية"، يقول مصدر طبي، مشيرًا إلى أن بعض الحالات تنتهي بوفيات، خاصة لدى الشباب الذين يقودون بسرعة مفرطة. وبحسب هذا المصدر الذي طلب عدم التصريح بهويته، فإن أغلب الحوادث تقع نتيجة تهور السائقين، الذين لا يلتزمون بقوانين السير، بل يتعمد بعضهم السير عكس الاتجاه أو تجاوز السيارات بشكل خطير. في أحياء مثل بني مكادة ومسنانة، حيث الشوارع مكتظة، تزداد الشكاوى من هذه الدراجات التي يقودها في الغالب مراهقون وشباب لا يمتلكون رخص قيادة. "يقطعون الطريق دون سابق إنذار، يندفعون بين السيارات ويتجاوزون الإشارات الحمراء كما لو أنهم في سباق"، يقول سائق سيارة أجرة، مضيفا أن العديد من حوادث الاصطدام وقعت بسبب هذه السلوكيات المتهورة. ورغم محاولات السلطات ضبط الوضع، إلا أن انتشار "السانيا" لا يزال متسارعا، مدفوعا بأسعارها المنخفضة وسهولة الحصول عليها. مصدر أمني أكد أن عدد الدراجات المحجوزة ارتفع في الأسابيع الأخيرة، لكن ذلك لم يحدّ من الظاهرة بشكل ملموس، موضحا أن بعض السائقين يعمدون إلى الهروب من الدوريات الأمنية، مما يزيد من خطورة الوضع على الطرقات. وأضاف أن هناك تفكيرا في اتخاذ تدابير أكثر صرامة، مثل تشديد المراقبة على بيع هذه الدراجات وإلزام مستخدميها بالحصول على تراخيص خاصة. في ظل تزايد الحوادث، تتعالى الأصوات المطالبة بفرض رقابة أكثر تشددً، سواء عبر تحديد سن أدنى لقيادتها أو إلزام سائقيها بالخضوع لدورات تدريبية في قانون السير. "المسألة ليست فقط في العقوبات، بل في غياب التوعية"، يقول فاعل جمعوي، مشددا على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية في المؤسسات التعليمية والأحياء الشعبية لتغيير سلوكيات مستخدمي هذه الدراجات. وفي انتظار حلول أكثر فاعلية، يظل سكان طنجة في مواجهة يومية مع هذه الظاهرة، التي جعلت السير في شوارع المدينة مغامرة محفوفة بالمخاطر، فيما تبقى السلطات مطالبة بإيجاد توازن بين ضبط الوضع واحترام حرية التنقل، التي يبدو أنها أصبحت سلاحا ذا حدين مع انتشار "السانيا".