بخطوة وُصفت بأنها امتداد لجهود تعزيز المشهد الثقافي المحلي، أطلقت جماعة طنجة، يوم الخميس، مبادرة "ديوان الأدب"، في إطار رؤية تروم إدماج الثقافة ضمن أدوات التنمية التنمية، وفتح الفضاءات المؤسساتية أمام الفعل الإبداعي. وتأتي المبادرة، التي دشّنها رئيس الجماعة منير ليموري، ضمن تحركات لدعم ترشيح طنجة للانضمام إلى شبكة المدن المبدعة لليونسكو – صنف الأدب، عبر إرساء فضاء دائم يحتفي بالكتابة، ويمنح الأدب المحلي موقعا مركزيا في قلب المدينة. ويمثّل "ديوان الأدب" فضاء مفتوحاً للكتاب والمفكرين والفنانين، ويحتوي على مكتبة متخصصة في أدب المدينة، إلى جانب برمجة لقاءات مع المؤلفين وقراءات شعرية وندوات فكرية. كما تراهن الجماعة على التوثيق الرقمي والبث المباشر لضمان تفاعل أوسع مع الجمهور.
وفي كلمة له، قال منير ليموري إن المبادرة "تجسّد إرادة سياسية واضحة للارتقاء بالفعل الثقافي داخل المدينة"، مشيرا إلى أن المجلس الجماعي جعل من الثقافة إحدى أولوياته، من خلال مضاعفة الميزانية المخصصة لها وإطلاق مشاريع مهيكلة، من ضمنها "ديوان الأدب". وشهد اليوم الأول من نشاط هذا الفضاء تكريم الباحث عبد السلام شقور، الذي اعتبر أن المشروع "ليس فقط مبادرة ثقافية واعدة، بل رسالة مؤسساتية بأن الثقافة باتت جزءاً من هندسة السياسات المحلية". وخلال حفل التكريم، ألقت إكرام عبدي، مديرة المركز الثقافي أحمد بوكماخ، كلمة خاصة بالمحتفى به، استعرضت فيها مساره الأكاديمي وإسهاماته في الحقل الأدبي والفكري، مشيدة ب"قيمته العلمية والأخلاقية" وبدوره في تشكيل ملامح المشهد الثقافي في طنجة والمغرب. أما عميد كلية الآداب بتطوان، الطيب الوزاني، فقد اعتبر أن هذه الخطوة تنسجم مع اتفاقية الشراكة التي تجمع الكلية بجماعة طنجة، وتعكس تكاملاً فعلياً بين المؤسسات الأكاديمية والهيئات المنتخبة في دعم الثقافة والإبداع. في مدينة استلهم منها الروائيون والشعراء على مدى قرون، تراهن طنجة اليوم على مبادرات مثل "ديوان الأدب" لتثبيت حضورها الثقافي، وإعادة وصل ما انقطع بينها وبين كتابها ومبدعيها.