في مشهد رقابي يعكس تفاوتا صارخا بين نواب الدائرتين التشريعيتين تطوانوالمضيقالفنيدق، تكشف معطيات رسمية صادرة عن مجلس النواب عن فروقات حادة في عدد الأسئلة البرلمانية الموجهة إلى الحكومة، بين من جعل من الرقابة عملا يوميا، ومن اختار الصمت طيلة الولاية. في تطوان، تقدّم النائب نور الدين الهاروشي، عن حزب الاتحاد الدستوري، قائمة النواب الأكثر نشاطا، بعد أن وجّه 228 سؤالا، موزعة بين 109 شفوية و119 كتابية، متبوعا بالنائب منصف الطوب، عن الفريق الاستقلالي، ب222 سؤالا (69 شفويا و153 كتابيا). النائب حميد الدراق، عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، جاء في المرتبة الثالثة ب193 سؤالا، موزعة بين 94 شفويا و99 كتابيا. غير أن المفاجأة الكبرى حملها أداء النائب العربي أحنين، عن الأصالة والمعاصرة، الذي اكتفى بسؤال وحيد طيلة الولاية، ما يسلّط الضوء على مستويات متفاوتة في التفاعل مع المهام الرقابية الموكولة لممثلي الأمة. أما في دائرة المضيقالفنيدق، فقد تقارب أداء النائبين محمد العربي المرابط، عن الأصالة والمعاصرة، وعبد النور الحسناوي، عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، حيث تقدم الأول ب118 سؤالا (17 شفويا و101 كتابيا)، مقابل 108 أسئلة للثاني (43 شفويا و65 كتابيا). وتفتح هذه المؤشرات الباب أمام تقييم نوعي لأداء النواب خارج مواسم الانتخابات، حيث تصبح الأرقام شاهدا صامتا على من يمارس التمثيل بصيغته الفعلية، ومن يكتفي بشغل المقعد. في مغرب يراهن على مؤسسات قوية، لا يُنتظر من نائب الأمة أن يكتفي بلقب برلماني، بل أن يترجم التكليف الانتخابي إلى مساءلة منتظمة وإنصات دائم.