يعيش سكان أحياء متعددة بمدينة طنجة، خاصة الواقعة ضمن النفوذ الترابي للمقاطعة الحضرية لبني مكادة، حالة من التذمر والاستياء، بسبب اجتياح واسع لأسراب البعوض "الناموس"، وسط انتقادات موجهة للسلطات المحلية والمجالس المنتخبة بسبب ما يعتبرونه "غيابًا شبه تامًّا لأي تدخل فعلي لمواجهة الوضع". وفي عدد من التصريحات المحلية والبلاغات المتداولة على صفحات سكان الأحياء، يُحمَّل جزء كبير من المسؤولية للمصالح الصحية التابعة لجماعة طنجة، وكذلك للمقاطعات الأربع المكونة لمجلس المدينة، وعلى رأسها مقاطعة بني مكادة، التي يديرها المستشار محمد الحمامي. وتُعدّ أحياء بنديبان والعوامة وبئر الشيفا من أكثر المناطق تضرراً، وفق شهادات متطابقة، حيث ساهمت الأودية المفتوحة للمياه العادمة، إلى جانب ضعف جمع النفايات وتراكمها، في خلق بيئة مثالية لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض. ويشتكي السكان من استمرار هذا الوضع رغم رصد ميزانيات معتبرة لمكافحة نواقل الأمراض، دون أن تترجم إلى تدخلات ميدانية ملموسة. ولم تسلم أحياء مصنفة ضمن المجال السياحي من هذه المعاناة، إذ يعاني سكان منطقة مالاباطا الراقية من الوضع ذاته، حيث يخترقها ما يعرف ب"الواد الكبير"، الذي تحول مع مرور الزمن إلى مظهر دائم للفشل المؤسساتي في تدبير مجال النظافة والصحة العامة، بحسب تعبير عدد من المتابعين المحليين.