صنّفت منصة La Nouvelle Tribune، مدينة طنجة ضمن الوجهات المغربية التي "انفجرت شعبيتها" خلال سنة 2025، بعدما سجّلت، بحسب تقديراتها، أعلى نسبة نمو في عدد الزوار على الصعيد الوطني. وسجلت المنصة في تقريرها أن طنجة حققت ارتفاعا بنسبة 24 في المئة مقارنة مع السنة الماضية، متقدمة بذلك على مدن مثل فاس والدار البيضاء وأكادير والصويرة، التي راوحت نسب النمو بها بين 10 و20 في المئة خلال الفترة نفسها. ويأتي هذا التصنيف ليؤكد ما يلاحظه سكان المدينة منذ بداية الصيف من ازدحام غير معتاد في الفضاءات العامة وارتفاع محسوس في الإقبال على المقاهي والمطاعم والفنادق. ويعزو مهنيون محليون هذا النمو المتسارع إلى عوامل متعددة، أبرزها سهولة الوصول إلى طنجة بفضل توفر خطوط القطار فائق السرعة وتحسن خدمات مطار ابن بطوطة، إضافة إلى الموقع الجغرافي للمدينة الذي يجعلها نقطة جذب طبيعية للسياح القادمين من أوروبا أو من باقي جهات المملكة. كما تلعب المنصات الرقمية المتخصصة في تأجير الإقامات القصيرة دورا في استقطاب فئات جديدة من الزوار. وشهدت طنجة خلال السنوات الأخيرة توسعا في العرض السياحي، سواء من حيث عدد المؤسسات الفندقية أو من حيث تنوع التجارب التي تقدمها المدينة للزائرين. فقد تم تأهيل أجزاء واسعة من المدينة العتيقة، وجرى تطوير الكورنيش، إلى جانب فتح مراكز ثقافية جديدة وتنظيم تظاهرات فنية ورياضية عززت الحضور الإعلامي للمدينة. ولا يخفي بعض السكان تخوفهم من تأثير هذا الإقبال على الحياة اليومية، خاصة مع تزايد الازدحام المروري وارتفاع الأسعار في بعض المرافق خلال فترات الذروة. كما يشكو عدد من أرباب الأسر من صعوبة إيجاد سكن صيفي بأسعار مناسبة بسبب المضاربات وغياب الرقابة على الإيجارات الموسمية. في المقابل، يرى كثير من الفاعلين أن الموسم السياحي يشكل فرصة حقيقية لانتعاش الاقتصاد المحلي، خصوصا في الأحياء الشعبية حيث يعتمد بعض الشباب على أنشطة موسمية كمواقف السيارات أو كراء الطاولات والمظلات أو عرض خدمات موجهة للمصطافين. كما يتيح الموسم إمكانات تشغيل مؤقتة لشريحة واسعة من أبناء المدينة. وتواصل السلطات المحلية والمجلس الجماعي التحضيرات لمواكبة هذا الزخم، في سياق الاستعداد لاحتضان كأس إفريقيا للأمم سنة 2025، من خلال تسريع وتيرة الأشغال ببعض المرافق وتعزيز التنسيق مع باقي المصالح المعنية. ويرى متابعون أن هذا التصنيف الصادر عن La Nouvelle Tribune يعكس التحول الذي تعرفه المدينة كوجهة سياحية، لكنه يضع في الوقت نفسه تحديات إضافية على مستوى التهيئة وتدبير الفضاء العام وضبط توازن العلاقة بين الزوار والسكان.