قبل أسابيع من حلول موسم الصيف، برزت مدينة طنجة كواحدة من أرخص الوجهات الشاطئية في حوض البحر الأبيض المتوسط، بحسب تصنيف حديث أصدرته منصة "ترافل أوف باث" (Travel Off Path) المتخصصة في شؤون السفر، ما يسلّط الضوء على جاذبية المدينة بالنسبة للمسافرين الباحثين عن عطلة شاطئية بتكلفة منخفضة دون التفريط في جودة التجربة. وأدرج التقرير الذي نُشر في نهاية أبريل 2025، مدينة طنجة ضمن قائمة مختارة من الوجهات التي وصفها ب"الأنيقة والمعقولة السعر"، إلى جانب بلانس في إسبانيا، كوس في اليونان، وفلوره في ألبانيا. واعتمد التصنيف على معايير تشمل أسعار الإقامة والمطاعم، تكلفة النقل، وسهولة الولوج، إضافة إلى القيمة السياحية والثقافية للموقع. ويشير التقرير إلى أن الزائر يمكنه أن يحظى بإقامة في طنجة مقابل نحو 51 دولاراً لليلة في فنادق مصنفة أو دور ضيافة تقليدية، بعضها يطل على البحر أو يقع في قلب المدينة العتيقة، مع إمكانية تناول وجبات محلية بحرية بأقل من 10 دولارات. كما أشار إلى وفرة المقاهي والمرافق العامة، وسهولة التنقل داخل المدينة بواسطة سيارات الأجرة أو الحافلات. وبفضل موقعها عند تقاطع البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، تشكّل طنجة بوابة استراتيجية تربط بين إفريقيا وأوروبا، ما يجعلها في متناول المسافرين القادمين من إسبانيا وفرنسا بشكل خاص. ويساهم الربط البحري بين ميناء طنجةالمدينة وميناء طريفة، بالإضافة إلى رحلات جوية منخفضة التكلفة، في تعزيز هذه المكانة. ويرى خبراء السياحة أن إدراج طنجة ضمن هذا التصنيف الدولي يأتي في سياق تنامي الطلب العالمي على وجهات سياحية بديلة وأقل كلفة، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في أسعار السفر والإقامة بعد الجائحة. ويُتوقع أن تستفيد المدينة من هذا الاعتراف لتعزيز تموقعها ضمن خارطة العطلات المتوسطية، خصوصاً بالنسبة للسياح الشباب والعائلات ذات الدخل المتوسط. وبينما تستعد الفنادق والبنيات السياحية لارتفاع مرتقب في وتيرة الحجوزات مع اقتراب فصل الصيف، يُعوَّل على هذا النوع من التصنيفات الدولية لتعزيز إشعاع طنجة كوجهة متعددة الأبعاد، تزاوج بين التاريخ، والطبيعة، والضيافة المغربية التقليدية بأسعار يصعب مضاهاتها في وجهات مماثلة.