أعربت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج عن قلقها البالغ إزاء موجة من الاعتداءات التي استهدفت الجالية المغربية في عدة مدن إسبانية خلال الأسابيع الماضية. وأكد البلاغ الصادر عن المؤسسة يوم 12 غشت أن هذه الأحداث طالت أفراد الجالية ومؤسساتهم الدينية والثقافية. - إعلان - وترأس المؤسسة الأميرة للا مريم شقيقة الملك محمد السادس، وأشارت في بيانها إلى أن الاعتداءات التي وقعت في مدن مثل تورّي باتشيكو تمثل تجاوزا خطيرا لا يليق بمجتمع ديمقراطي. وأشار البلاغ إلى حوادث محددة، منها إحراق مسجد في مدينة بيرا بإقليم برشلونة، واعتداءات جسدية ولفظية ضد مغاربة في تورّي باتشيكو، فضلا عن تصاعد خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي. كما سلطت المؤسسة الضوء على قرار بعض البلديات تعليق برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس العمومية والتضييق على الممارسات الدينية في بلدية جوميّا. ورغم حدة الأحداث، أكدت المؤسسة احترامها لمواقف المواطنين الإسبان الذين يلتزمون بقيم الحرية والمساواة والتعايش. وشددت على تقديرها للجهود التي بذلتها السلطات الإسبانية وبعض الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في إدانة الانتهاكات، كما نوهت بتصرفات الجالية المغربية التي أظهرت الوعي والتحفظ في مواجهة هذه الأحداث. وتأسست مؤسسة الحسن الثاني سنة 1990 بهدف الحفاظ على الروابط بين المغاربة في الخارج ووطنهم الأم، وحماية مصالحهم ودعم استثماراتهم. كما أشار البلاغ إلى وجود رسائل سياسية ضمنية تتعلق بالتوترات بين الرباط وحزب الشعب الإسباني بعد استضافة الأخير لممثل عن جبهة البوليساريو خلال مؤتمره الأخير. تأتي هذه التطورات في سياق جدل متصاعد حول مكانة الجاليات المسلمة في إسبانيا ودور الخطاب السياسي في تغذية التوترات، وسط دعوات من منظمات حقوقية لتفعيل آليات الحماية وتعزيز ثقافة التعايش والاحترام المتبادل.