انتشرت قوات الأمن الجزائرية، اليوم الجمعة، بالعاصمة وضواحيها في محاولة لعرقلة وصول حافلات تقل متظاهرين من ولايات أخرى، تلبية لدعوات احتجاج على تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في أبريل المقبل، ورفضا للنظام. وكانت السلطات الجزائرية اتخذت إجراءً مماثلا، يوم الجمعة الماضي، عندما قطعت "شرايين العاصمة"، حيث أغلقت محطات مترو الأنفاق و"الترام"، وأوقفت كل القطارات من وإلى العاصمة تحسبا للاحتجاجات، التي رغم ذلك جاءت كبيرة. وتوافد المحتجون إلى ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر، قادمين من ولايات قريبة وأخرى بعيدة عن العاصمة في ساعات مبكرة من صباح اليوم الجمعة، في خطوة تختلف عن الأسابيع الماضية، التي كان المتظاهرون يتدفقون على العاصمة بعد صلاة الجمعة. وردد المتظاهرون شعارات ترفض وجود بوتفليقة وكل النظام، كما أعربوا عن رفضهم للإجراءات التي أعلنها بوتفليقة الاثنين الماضي. ويتوقع أن يكون أعداد المشاركين أكبر من الأسابيع الماضية، في هذه الجمعة التي أطلقت عليها "جمعة الفصل"، التي يبدو أنها ستكون اختبارا لمؤيدي بوتفليقة ومعارضيه على حد سواء، خاصة بعد قرارات الرئيس الأخيرة. وكان بوتفليقة أعلن، الاثنين، جملة قرارات شملت تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل المقبل، وعدوله عن خوض السباق الرئاسي، لكن الأمر قوبل برفض شعبي وحزبي.