يتنفس نظام العسكر الجزائري الكذب كما يتنفس الأوكسيجين، ولا يقدم على أي خطوة أو قرار إلا ورائحة الكذب تنبعث منه. كلنا يتذكر ما روّجت له أبواق الدعاية الجزائرية بخصوص البدء في إنتاج لقاح "سينوفاك" الصيني في شهر شتنبر المنصرم، وذلك في محاولة فاشلة لاستباق المغرب الذي أعلن انه سيشرع في إنتاج لقاح "سينوفارم" نهاية السنة الجارية. ورغم أن تلك الأخبار كانت مجرد ادعاءات وأكاذيب، وهو ما كشفته الأيام والوقائع بعد ذلك، حيث تم السكوت عن الأمر ولم يعد مصنع قسنطينة يذكر، إلى أن بدأت منذ يوم الخميس بعض الأبواق الإعلامية الجزائرية في تسليط الضوء عليه، بعد أن اقترب موعد تصنيع وإنتاج اللقاح بالمغرب. الأخبار التي تم الترويج لها، تقول أن وفدا من مختبرات "سينوفاك" الصينية قام بزيارة إلى الجزائر للوقوف على مدى تقدم شراكته مع مجمع "صيدال"، والمتعلقة بإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. وحسبما أفاد به بيان لوزارة الصناعة الصيدلانية، فإن الوفد الذي يقوده المدير العام لسينوفاك "كيانغ قاو" شرع يوم الخميس الماضي في زيارة عمل إلى موقع الإنتاج قسنطينة 1، في إطار متابعة وتعزيز التعاون مع مجمع "صيدال". كما ترأس قاو رفقة مدير الشؤون الدولية بسينوفاك "كفين زهانغ"، اجتماع عمل مع الرئيسة المديرة العامة لمجمع "صيدال" فطوم أقاسم، خصص لدراسة مدى تقدم الشراكة فيما يخص إنتاج لقاح "كورونافاك" بالجزائر، بالإضافة إلى التنسيق فيما يخص عملية التصديق من طرف المنظمة العالمية للصحة. ويتضح من خلال هذا الخبر، أن الجزائريون لايزالون يتدارسون مسألة إنتاج اللقاح الصيني، كما أن المنظمة العالمية للصحة لا تزال لم تصادق بعد على هذا اللقاح الصيني الذي تدعي الجزائر إنتاجه... الغريب في الأمر، وهو ما يفضح ادعاءات الجزائر، هو أن وسائل الدعاية لنظام العسكر أوردت ضمن خبرها أن الطرفان'الجزائريوالصيني) قاما "بمراجعة تعزيز الشراكة وتوسيعها لتشمل إنتاج لقاحات أخرى في إطار برنامج تطوير "صيدال"، المسطر من قبل وزارة الصناعة الصيدلانية والرامي إلى جعل هذا المجمع العمومي "أداة للسيادة الصحية" للبلد"، وهو ما يكشف ان ما يقوم به كابرانات فرنسا لا يعدو ن يكون مجرد محاولة فاشلة لمجاراة المغرب في كل خطوة يقوم بها، وهو ما يتضح من خلال رغبة كوريا الشرقية توسيع شراكتها مع شركة سينوفاك الصين "لتشمل إنتاج لقاحات أخرى في إطار برنامج تطوير صيدال"، وهو ما قام به المغرب بالفعل وليس بالادعاء خلال ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في يوليوز المنصرم، بالقصر الملكي بفاس، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب.