تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة متخصصة في تزوير الوثائق المتعلقة بالسفر والإقامة وتسهيل عمليات الهجرة السرية، وجاء تفكيك الشبكة نتيجة معلومات دقيقة وفرتها الديستي بهذا الخصوص، وتم حجز أختام لسفارات أجنبية، وأختام للمملكة المغربية وجوازات سفر مغربية وأخرى لدول أجنبية سليمة الشكل، وطوابع مخزنية مزورة، وأوراق الإقامة لدول أجنبية ووثائق أخرى ومعدات وآلات تستعمل في التزوير بالإضافة إلى سيارات ومبالغ مالية وهواتف نقالة. منذ تأسيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، اشتهر بالتصدي الكبير للخلايا الإرهابية، التي اقتحم عليها أوكارها الخطيرة، وتمكن من تفكيك العشرات منها وأغلبها كان على أهبة تنفيذ المخططات الإرهابية، وبالتالي ظن كثير من المواطنين أن البسيج متخصص في محاربة الجريمة الإرهابية. طبعا أبان المكتب المذكور عن علو كعب فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، حتى أصبح المغرب مضرب مثل في الأمم، وأصبحت طريقته في مكافحة الإرهاب مطلوبة دوليا، لكن هذا لا يمنع من أن المكتب تصدى للعديد من الجرائم ذات التشبيك الخطير، مثل تفكيك عصابات دولية لتهريب الكوكايين، حيث أرادت مجموعات إجرامية بتواطؤ مع كارتيلات المخدرات في أمريكا اللاتينية استغلال أجواء الاستقرار في المغرب لتجعل منه معبرا لها نحو أوروبا، غير أن البسيج بفضل معلومات الديستي تمكن من توجيه ضربات قوية لهذه الشبكات. كما تصدى المكتب المذكور لشبكات تبييض الأموال وتمت مطاردتها داخل ربوع الوطن. واليوم يتم تفكيك شبكة لتزوير الأوراق المتعلقة بالسفر. الجمع بين هذه المجالات في إطار محاربة الجريمة، لها منفعة كبيرة، إذ أن هذه الأنواع من الجريمة تتداخل فيما بينها، حيث يمكن أن تتحالف بشكل كبير، ويصبح تجار المخدرات من أكبر ممولي الإرهابيين كما يمكن أن يبيع الإرهابيون السلاح لتجار المخدرات، ويمكن للأموال التي يتم تبييضها أن تساهم في العمليات الإرهابية، ومن خلال تزوير وثائق السفر يمكن مساعدة الحركات الإرهابية على تنقيل مواردها البشرية. البسيج أبان عن حنكة كبيرة في محاربة الجريمة الإرهابية، كما بين عن قدرات هائلة على التصدي لعصابات الكوكايين المرتبطة بكارتيلات المخدرات بأمريكا اللاتينية، واليوم يُبرز بوضوح أنه قوة ضاربة في مواجهة عصابات تزوير الوثائق التي تعتبر خطرا حقيقيا على الأمن بحكم أن هذه الشبكات يمكن أن تساعد شخصا على الهجرة للعمل كما يمكن أن تساعد الإرهابيين على التنقل تحت هويات مزورة.