أكدت وثيقة سرية نشرها موقع ويكيلكس نتائج التحريات التي باشرتها الأجهزة الأمنية المغربية حول التعاون الذي أصبح قائما بين كارتيلات المخدرات بأمريكا اللاتينية وتنظيم القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي، وهي النتائج التي كشف عنها وزير الداخلية في ندوة صحفية أعقبت الإعلان عن تفكيك شبكة دولية للاتجار في المخدرات القوية. وجاء في الوثيقة أن منطقة شمال إفريقيا وبعض دول الساحل تحولت إلى معبر رئيسي لتجار المخدرات الكولومبيين من أجل نقل الكوكايين إلى أوروبا، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت تشعر بالقلق إزاء تنامي نشاط القاعدة في رقعة صحراوية تتوزع ما بين مالي وموريتانيا والجزائر، بعد أن تحولت إلى ممر للمخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى توجيه برقيات إلى عدد من السفارات تطلب فيها التحقق من قدرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومعلومات عن قياداته وعناصره وكذا ارتباطاته. وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أكدت، في وقت سابق، أن التحريات التي مهدت لتفكيك شبكة دولية يقف وراءها بارونات من جنسية كولومبية وإسبانية، أثبتت وجود علاقة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بكارتيلات متمركزة بأمريكا اللاتينية، وأن هذه الشبكة تتخذ من مالي قاعدة لأعمالها الإجرامية بتواطؤ مع العناصر الإرهابية المنتمية لمنظمة القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وأنها نجحت في نقل كميات مهمة من مادة الكوكايين من مالي وإدخالها إلى المغرب فيما قامت بتصدير الباقي إلى بلدان أوروبية، كما قامت بتهريب مبالغ مهمة من العملة الأجنبية إلى الخارج. كما اتضح من خلال الأبحاث التي أجرتها الأجهزة الأمنية المغربية وجود امتدادات دولية لهذه الشبكة بين عدد من الدول منها كولومبيا وفنزويلا ومالي والجزائر، وأنها نسجت علاقات وطيدة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وهو مؤشر واضح على تنامي نشاط القاعدة بهذه المنطقة، ولجوئها إلى تجار المخدرات لتمويل عملياتها، وهو ما أشار إليه وزير الداخلية، الذي أكد أن تضييق الخناق على شبكات تهريب المخدرات القوية باتجاه أوروبا جعلها تبحث عن منافذ أخرى، من خلال التنسيق مع عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة عملت على تقديم الدعم اللوجستيكي، وتأمين عملية نقل المخدرات بمنطقة الساحل مقابل مبالغ مالية تمول بها أنشطتها الإرهابية .