غادر أزيد من 30 فردا من دوار آيت حماد زركان بآيت عبدي، إقليمأزيلال دواويرهم، ليلة الأحد الماضي، مشيا على الأقدام في محاولة منهم للالتحاق بذويهم المعتصمين في الرباط منذ أسبوعين، حيث قضوا ليلة الاثنين المنصرم في العراء تحت الأمطار التي عرفتها المنطقة، قبل مواصلة مسيرتهم صبيحة أول أمس الثلاثاء. وتمت محاصرة مسيرتهم بالقرب من تاسرافت بتنكارف، بعد مسيرة 45 كيلومترا على الأقدام، حيث اعترضتهم عناصر الدرك الملكي وعناصر القوات المساعدة لمنعهم من اللحاق بزملائهم المعتصمين بالرباط.
وتمكن 35 فردا من سكان آيت خويا أحماد بإزركان جماعة زاوية أحنصال، بإقليمأزيلال، من الوصول إلى الرباط، بعدما تنقلوا في مجموعات عبر شاحنات كانت تقل خرفان العيد، وقاموا بالاعتصام أمام البرلمان، لكن رجال الأمن تدخلو وانتزعوا منهم اللافتات ولائحة المطالب وتم نقلهم بعد ذلك بالقوة إلى محطة القامرة . وقال أحد المعتصمين، في تصريح لجريدة المساء التي اوردت الخبر اليوم، إن وعودا تلقوها بالقامرة بلقاء مسؤول بوزارة الداخلية الاثنين الماضي، و"حكم عليهم بالمكوث في ظروف قاسية نظرا لإغلاق المتاجر بسبب عطلة العيد وقضائهم أياما وسط الجوع والخوف".
وكانت منطقة آيت عبدي قد عرفت، قبل ثلاثة مواسم، تساقطات ثلجية استثنائية خلفت عدة قتلى، بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة، فيما نجا الأبوان قبل أن تتدبر لهما عمالة أزيلال مسكنا بأزيلال بعد اجتيازهما مرحلة صحية ونفسية حرجة، كما شهدت المنطقة وفاة عدة حوامل، فيما لم يسعف القدر بعضهن رغم وصولهن لمستشفيات بني ملالوأزيلال، حيث ما زال سكان جهة تادلة أزبلال يتذكرون مأساة "عائشة الزاهري" التي قطعت عشرات الكيلومترات محملة فوق نعش لتلقى مصيرها بالمركز الصحي الجهوي ببني ملال، قبل أن تلتحق بها مولودتها الرضيعة "تودة".