يوما عن يوم تفاجئنا المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني باقتحام مجالات جديدة، حيث لم ميدان لم تطرقه، وآخر تلك الفتوحات تتعلق بالهجرة السرية، حيث قامت بتفكيك عدد من الشبكات الإجرامية، آخرها إفشال محاولة للهجرة غير المشروعة مساء اليوم بالحسيمة وتفكيك شبكة متهمة في الموضوع، كما قامت في اليوم نفسه بإحباط عملية مماثلة بسلا. أول المجالات التس اشتهرت بها الديستي في السنوات الأخيرة هو محاربة الإرهاب، وتفكيك عشرات الخلايا المتطرفة، حيث تميزت بالضربات الاستيباقية، كسلاح فعال في محاربة الظاهرة، التي تشكل عقدة للمجتمع الدولي، جعلت كثيرا من الدول المساعدة المغربية والاستفادة من الخبرة في هذا المجال. بعد أن ظن كثيرون أن الجهاز المذكور أصبح متخصصا في محاربة الإرهاب أبان عن قدرة كبيرة في محاربة الشبكات الدولية، والعابرة للقارات المتخصصة في الاتجار في المخدرات الصلبة والاتجار في البشر، حيث تم تفكيك العديد من الشبكات المرتبطة بالكارتيلات الدولية بأمريكا اللاتينية ومنها عملية بعرض البحر نواحي مدينة الداخلة. وكان من عناوينها الكبرى محاربة تبييض الأموال، وهي مجالات كلها مترابطة، لا ينفك واحد عن الآخر، فكثير من الشبكات الإجرامية تقدم خدمات كبرى للحركات الإرهابية عن طريق تبادل المنافع غير المشروعة والاتجار في المخدرات والسلاح والبشر. واليوم تظهر قوة كبيرة في الضرب بيد من حديد على يد الشبكات الإجرامية، المتخصصة في الهجرة غير المشروعة، وهي شبكات مستعدة لكل أشكال الجريمة ما دامت قادرة على تحقيق الربح المالي، ولهذا لا تتورع في الاتجار في البشر والمغامرة بالأرواح في عرض البحر، إذ نادرا ما يصل هؤلاء إلى بر الآمان ففي الغالب الأعم يبتلعهم الحوت في قعر الماء. ومن هذا المنطلق تكون الديستي قد دخلت عالما كثيف الأسرار، لأن أصحابه يختارون الخلاء لتنفيذ جرائمهم كما يتدثرون بالظلام حتى لا تراهم الأعين، غير أن أعين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي لا تنام تكشف غدرهم ومكرهم وتربصهم بالمواطنين، الذين أصيبوا باليأس أو يبحثون عن الوصول إلى الضفة الأخرى.