أقدم المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء على توقيف مدير قطب الوكالة بأمريكا الشمالية (واشنطن) فؤاد عارف، وإحالته على المجلس التأديبي بسبب اختلالات مهنية جسيمة تتمثل على الخصوص في استغلال نشرات الوكالة للترويج لعنترياته ضدا على الأخلاقيات المهنية والمبادئ التي تحكم العمل بالوكالة. فقد أقدم المسؤول على نشر أخبار حول تحركاته في الأوساط الصحافية بواشنطن والتضخيم فيها وتقديم نفسه كمخاطب رسمي للأوساط المغربية في الولاياتالمتحدة والأدهى من ذلك إقحام أعلى سلطة في البلاد في هذا الأمر، متجاوزا كل حدود اللياقة والأدب علاوة على الحدود المهنية، ناهيك عن محاولات استقوائه على المدير العام بالادعاء انه يشتغل مع جهات استخباراتية، وزعمه انه مدعوم من قبل جهات نافذة في الدولة. وقد خلف هذا الأمر استياء عارما في الوكالة وفي أوساط زملائه حيث لم يتورع العديدون في نعته ب"الشرطي الصغير المتعجرف والانتهازي" الذي لا يفوت فرصة مرور المسؤولين المغاربة بالعاصمة الأمريكية دون التملق لهم طلبا لمنافع شخصية ترضي أناه المريضة. وتعتبر هذه الاقالة جزء من عملية واسعة للهاشمي للتخلص من "مسامير الميدة" التي ورثها، كعملية مفصلية لا غنى عنها لإنجاح مشروعه الضخم للتآهيل والتحديث. فالمسؤول السابق عن قطب أمريكا الشمالية مكث بمكتب واشطن لأكثر من عشر سنوات ضاربا بعرض الحائط بكل مبادى الحكامة والتأهيل التي يعمل فيها الهامشي وطاقمه منذ سنوات لتأهيل الوكالة لتصبح وكالة القرن ال 21. ورغم أهمية هذا المكتب الإقليمي وثقله الكبير في بلد أساسي بالنسبة للمغرب سياسيا واجتماعيا ظل المدير السابق لقطب امريكا الشمالية دائما يغرد خارج السرب، ولعل أبرز الملاحظات التي يسجلها الجسم الصحافي المغربي على هذا المكتب الإقليمي الضخم هو عدم اهتمامه البتة بنشرة الفيديو والتسجيلات الصوتية والصورة والبيانات الرقمية التي أطلقها الهاشمي قبل خمس سنوات. ورغم الأحداث الهامة التي تعرفها منطقة شمال أمريكا لم يكن الصحافي المقال أن يولي هذا الأمر أهمية وكيف ذلك وهو الذي دأب على بث مختلف الأخبار متأخرة بنحو 24 ساعة، فنشرة الصحف اليومية مثلا لا يبثها سوى في الخامسة من مساء كل يوم، وكذلك النشرات الاقتصادية والبيئية التي أصبحت مثار سخرية زبنائه من الجرائد والاذاعات. أما الاخبار الوطنية الواردة من المنطقة فلا يبثها الا ليلا بعد أن تكون مختلف وسائل الإعلام قد أقفلت ونشرات الإذاعة والتلفزيون قد انتهت وخلد الجميع للنوم وأصبحت أخبار القطب منتوجا ميتا، باعتبار أن الأخبار الجديدة دائما تمحي القديمة وفق شعار بديهي بالنسبة للصحافين، وهو ما لم يكن المدير السابق لهذا القطب يوليه اهتماما بقدر حرصه على تلميع صورته وشخصه أمام المسؤولين وتقديم نفسه كبديل لتولي الإدارة العامة للوكالة.