كلما حل فصل الصيف..ازدادت حسرة أغلبية ساحقة منا على ظاهرة دخيلة دُبّرت بليل بمكر الليل والنهار من أطراف عديدة منهم بعض بني جلدتنا وأرادوها أصلا تحل محل الستر والحياء والعفة وتحيلها استثناء ..حتى نُعدم أمهات يخرّجن لنا أجيالا متشبعين بقيم إسلامية راقية ومثل عليا.. تذكري أختي الكريمة أنك لم تكوني من قبل شيئا مذكورا.. وأن الذي فرض عليك الحجاب هو خالقك ورازقك ومحييك ومميتك وهو معك برا وبحرا وجوا وحيثما وليت وجهك وهو سبحانه رب البحر والشمس والسماء والمنعم عليك بها..وتذكري أنك تلجئين إليه في الشدائد وضل من تدعين إلا إياه..دون أن تتعرفي عليه في رخاء لا يدوم..وتذكري أن المُبلّغ رسول كريم حريص عليك .. أمر بالرفق بالقوارير..وإن أبيت تكونين قد ألّهت هواك.."أفرآيت من اتخذ إلهه هواه"الآية. الفرقان43..بالأمس القريب ودعنا شهرا فضيلا فيه ليلة خير من ألف شهر.. عمَرت فيه بيت الله وسكبت الدمعة وكنت الشمعة وجعلت بينك وبين الرجال سترا وحجابا مستورا رغم كونك مستورة!! فما الذي تغير بين الأمسواليوم..أفتؤمنين ببعض الكتاب وتكفرين ببعض ..أفتجعلين القرآن عِضين..مالك كيف تحكمين؟!!!..خدعك دعاة التحرر والحداثة.. واستنزفوا وقتك ومالك بين المحلات التجارية وأدوات التجميل/التشييء.. وهم في حقيقة الأمر يعلنون ما لا يضمرون من مراهقتهم المتأخرة أو سعيهم الدؤوب لتدمير أهم لبنة من لبنات الأسرة المسلمة..الخزان المعطاء..عوض قضائه تنقيبا عن مؤلفات تساعدك على سبر أغوار ظواهر تربوية معقدة يشيب من هولها الولدان من كذب أطفال وعناد وعدوانية ومراهقة..وما أدراك ما المراهقة في وقتنا الراهن..تقول العازبة منهن المسكينة المغرربها..أنا أبحث عن زوج وشريك حياة..وهذا هدف شريف تعوزه الوسيلة الطاهرة النقية يا أختاه..الأم مدرسة وللمدرسة سياج وسياجك حجابك..وهو مزيج من عقيدة سليمة وعلم وحلم..من المفروض أن نكون قد تجاوزنا الحجاب إلى مناعة فكرية بمثابة مصفاة تميزين بها الغث من السمين..في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل ولم يعد فيه المرء يدري عمن يأخذ دينه..وفي عصر فوضى الإفتاء..وفي عصر الرؤوس الجهال الضالين المُضلّين ..ولكنه واقع لا يرتفع..أختي الكريمة العارية بحرا والكاسية العارية المائلة المميلة برا وجوا..لن أدعو عليك بالهلاك..إطلاقا..بل أدعو لك إشفاقا لا تملقا..لأننا محظوظون بتوبة نصوح تجبّ ما قبلها..والعبرةبالخواتيم..ولكن إن أبيت إلا السفور ..فاعلمي أن روحك ستبلغ الحلقوم وأنت حينئذ تنظرين والله سبحانه وتعالى أقرب إليه منك ولكن لا تبصرين..آنئذ لن تستأذنك مغسّلتك لسترك بكفن ناصع البياض ولن تجادليها ولن تطلبي منها الإقناع ولن تُسوّفي.