عرفت مدينة سبتة السليبة خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الإحتفالات والإستعراضات العسكرية التي شهدتها الثكنة " أوتيرا " تخليدا للذكرى الثامنة والثمانون لاقتحام الجيش الإسباني خليج الحسيمة ، العملية التي كانت قد امتدت ما بين أيام 06 شتمبر إلى 15 أكتوبر من سنة 1925 . وقد قام بترأس هذا الحفل العسكري العقيد "مونيوز فاسكويز" المسئول عن الخدمات اللوجستيكية للوحدة العسكرية رقم 23 ، كما تميز الحفل أيضا بحضور القائد "ريكاردو نافارو" والعديد من القادة العسكريين الآخرين الذين تابعوا هذا الحفل العسكري . ويشكل هذا الحدث محطة هامة ، باتت تحسبها إسبانيا نصرا على عناصر المقاومة بالريف ، الذين أذاقوا للمستعمر الإسباني بفضل شجاعة المجاهد الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي ألوانا من المرارة والحسرة ، بعدما ألحقوا بهم الهزائم وكبدوهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد . ولولا تدخل الجيش الفرنسي الذي ساهم في هذا الإنزال ، واللجوء لاستعمال بعض أنواع الأسلحة الفتاكة ، لما استطاع الإسبان أن يطئوا أرض الريف ، وقد تأتى لهم ذلك إلا باللجوء إلى الغير الممكن والممنوع باستخدام هذا النوع من الأسلحة التي حولت المنطقة إلى حرب كيماوية شرسة ، ومن ثم يعود فشل المقاومة الباسلة ، التي أرغمت على الإستسلام في تاريخ 27 ماي 1926 ، بعدما كان النصر حليفها ، حيث نجحت القوتين المتحالفتين إلى إضعاف وعرقلت جهود المقاومة التي تأثرت كثيرا باختلال ميزان القوى بحرب الريف الذي كان وراءه القصف المفرط باستعمال قنابل غاز " اللوست " ، علما أن إسبانيا وفرنسا من الموقعين على معاهدة فرساي لسنة 1919 التي تحذر استعمال هذه الأنواع من الأسلحة التي لازال أثرها باديا على الإنسان والبيئة إلى يومنا هذا ، بعدد من جهات ومناطق شمال المغرب . القندوسي محمد