يا مجتمع التخلف ، تراجعوا عن حكم الإعدام الصادر بحق الكاتب رائف بدوي و أطلاقوا سراحه. في عصر الظلمات ، حيث كانت أروبا محكومة بقبضة من حديد ، بتحالف لعين بين الحكام ورجال الدين . تحالف سيطر على كل الثروات ، بل فرض الوصاية على العقول وحجرها لسنين طوال. إذ كان مصير كل من أراد أن يفكر ويتأمل ، الصلب والحرق ، إمتثالا لما كان يعرف حينها " محاكم التفتيش " وسائل وقوانين وضعتها الكنيسة لمحاكمة كل شخص كان يخالف تعاليمها ويضطلع على كتب التنوير والمطالبة بالحرية. أروبا وبنضالات الفلاسفة والمثقفين تحررت نهائيا من عفن الكنيسة وتسلط رجال الدين من قرون خلت ، لكن يبدو أن مجتمعات ودول رجعية لا زالت تتعامل مع مواطنيها بنفس المنطق ونفس الوسائل المستغلة للدين كأداة تخذيرية لعقول المواطنين حتى يتسنى لها الحكم وتوارثه خالدين فيها. لنجد السعودية، منبع النفط وأرض البيت العتيق الذي يزوره سنويا الملايين الغارق بالمال والقصور والأمراء وكل مابها من متع الحياة ، تطبق فلسفة محاكم التفتيش بحذافرها وربما أكثر، مرتدية عباءة الورع والتقية.... وهي السعودية أيضا ، منبع التخلف والتعصب والجهل وذبح الإنسان ورجمه، وموطن المنظمات الدينية المتعصبة كالقاعدة وغيرها العشرات ، حيث تسود شرائع البداوة ومجتمعات الهمجية والقرون الأولى. الحكومة السعودية اليوم, تستكثر على إعلامي فتح موقع ليبرالي في هذا الزمن السائر للتحرر وتعميق الحريات الشخصية والإعلامية, فتكفره وتنوي ذبحه، كما ذبحت وضيعت قبله الكثير من العقول المتنورة والرافضة لشريعة الغاب أمثال المناضل الحر الراحل "ناصر السعيد" والكثير غيره. أطالب منظمات حقوق الإنسان في كل مكان ، وأطالب المنظمات الدولية والشخصيات التي تنادي بالحريات, أن تتدخل لإنقاذ الكاتب "رائف بدوي" ولتحترم السلطة السعودية المواثيق الدولية المدافعة عن حرية الرأي والإنسان وذلك استنادا لما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادتين: المادة 18 : لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة المادة 19 لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية... يا حام السعودية ، قبل أن تحاكموا الأفراد ، طبقوا على الأقل الحد الأدنى من الديمقراطية والمتمثلة في تنظيم الإنتخابات. ديمقراطية/إنتخابات لعلها تشفع لكم يوما داخل سلم الحضارات ، يا مجتمع البعير وشرب بوله للتداوي.