النائب اليميني خيرت فيلدرز يتحدى القضاء الهولندي

واجه خيرت فيلدرز محاكمته بوضع تحديات وعقبات جديدة أما القضاء الهولندي في الجلسة التمهيدية لمحاكمته بتهمة التحريض على الكراهية. احتشد في اليوم الأول من محاكمته في أمستردام بضع مئات من مناصريه في احتجاج سلمي خارج قاعة المحكمة.
نحو مائتين إلى ثلاثمائة شخص جاءوا إلى أمستردام لمناصرة حزب الحرية وزعيمه خيرت فيلدرز. وانتشر في المنطقة عدد كبير من قوات الشرطة للحفاظ على الأمن لكن المتظاهرين لم يثيروا أي شغب.
وردد المتظاهرون مختصر P-V-V وهي الحروف الأولى لاسم حزب الحرية. وخلال الساعات الثلاث التي استغرقتها الجلسة التمهيدية للمحكمة كانت الأجواء سلمية وودية خارج المحكمة بعكس الأجواء التي أثارتها لهجة السيد فيلدرز في قاعة المحكمة.
ثمن الحرية
وفي خطابه أمام لجنة القضاة الهولنديين ألقى السيد فيلدرز خطابا مثيرا حول الحرية قال فيه أنه كرس حياته بأكملها من أجل الدفاع عن الحرية وأنه يدفع ثمن ذلك كل يوم. كما اقتبس فيلدرز الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون في مقولته المشهورة "ثمن الحرية هي اليقظة الدائمة".
كان خطاب فيلدرز لافتا بوجه خاص لأنه جاء بعد يوم كامل من الإجراءات القانونية المتبادلة بين محامي الدفاع والنيابة العامة، وكبير القضاة. تعطي هذه الجلسة التمهيدية للمحكمة فرصة التعرف على خطط الجانبين في الدفاع. ولم يعلن حتى الآن عن موعد لبدأ المحكمة الفعلية.
سبعة عشر شاهداً
وتقدم زعيم حزب الحرية بطلب إلى المحكمة بالسماح لمجموعة تتألف من سبعة عشر شاهدا يرغب فيلدرز باستدعائهم للإدلاء بشهاداتهم. لكن المدعي العام اعترض على هذا العدد الكبير وربما يأتي ذلك من باب الخوفمن استمرار المحكمة فترة طويلة وإثارة المشاعر المناهضة للمسلمين.
لكن فيلدرز رد على القاضي بالقول: استمع لجميع الشهود وإلا سيكون هنالك شك في عدالة هذه المحاكمة.
وهذا بدوره يشكل تحديا للقضاة. يان موور كبير قضاة لجنة المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة أشار في لهجته وتصرفاته بأنه يرغب بالالتزام بأكبر قدر من الحياد في هذه القضية.
عملية سياسية
وكان فيلدرز وأنصاره قد صرحوا سابقا بأن هذه القضية محاكمة سياسية. لا توجد أي أدلة لإثبات اعتقادهم لكن حقيقة أن زعيما شعبويا مثل فيلدرز يمثل أمام القضاء يعطي القضية صبغة سياسية.
هنالك سبب آخر يدعو قضاة محكمة أمستردام لتوخي الحذر إذ قرر ثلاثة من زملائهم في محكمة أمستردام العام الماضي إلزام الادعاء العام بملاحقة فيلدرز قضائياً. والبعض يرى أن هذا القرار يعتبر فيلدرز مذنبا بالفعل ويشكك في محاكمته.
اختتم كبير القضاة الجلسة الأولى بالإعلان أن المحكمة ستدرس القضية لمدة أسبوعين للبت في إجراءات القضية. وهذا يمنح النائب فيلدرز وتحديه للقضاة أسبوعين من النقاش عن المستوى الوطني.