أبدا أبدا، لن تشهد هذه الأرض اضطهاد البعض للآخرين. " إن تحرير الأرض واجب مقدس ، لا يمكن أبدا أن نتهاون فيه لحظة ، فما تعيشه أرضنا الطيبة من سلب واستغلال واستعمار جديد ، ومن تمييز في الاستفادة من ثرواتها ، وتوزيعها ، لا يمكن أن يدخل إلا في خانة اضطهاد البعض للآخرين . أرض المغرب بشكل عام ، وأرض سوس الكبير بشكل خاص : محصول يُزرع ، ومواشي الريع تهاجم .. أشجار تُثمر ، ومافيات تنهب الاخضر واليابس . حال منطقة سوس في الآونة الأخيرة عنوانه العريض التمييز في استغلال الأرض و ثمار مغروساتها وخيراتها . ويأتي القرار العاملي بتيزنيت عدد : 74 بتاريخ 29 أبريل 2022 ليبين بجلاء ووضوح تجريد الساكنة الأصلية من شجرتها التراثية المقدسة: أرگان . و ذلك بتنفيذ القرار على فئات الساكنة الأصلية و غض الطرف عن فئات وأشخاص لا علاقة لهم بالمنطقة ( عيون السلطة تراقب الساكنة بينما هي مغمضة على الرعي الريعي وناهبي وسماسرة الأرض والثروة ) . قرار تم تمريره واستحسن البعض مضمونه ، بُغية حماية شجر أرگان وضمان تكاثره ، إلا أنه وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على إصدار هذا القرار تتفاجأ الساكنة بسرقة واستغلال أرگان أمام أنظارهم ، وفي غفلة من الساكنة الأصلية المغلوبة على أمرها . و الحال أن أراضي الساكنة المحلية بسوس الكبير و بإقليمتيزنيت ، أراضي موروثة سُلبت لتسيج عنوة ، بعد أن تم الاستحواذ عليها في لمح البصر ، و ذلك بسن قوانين جائرة أجهزت على ما تبقى من ملكية الساكنة و قضت على عنصر من عناصر هويتها ؛ فالقانون الذي لا يحمي الجميع هو قانون فئة على حساب فئة أخرى : قانون أقلية على حساب فئات عريضة من المجتمع المغربي ، والهدف منه يفضي إلى فتح الأرض للشركات والمؤسسات المالية لاستغلاله ونهب ثرواته الطبيعية وتفقير ملاكه الحقيقيين ، قانون فئوي وطبقي بامتياز . " في الارض ما يكفي لحاجات كل إنسان ، ولكن ليس فيها ما يكفي أطماع الناس" ..في سوس الكبير طبعا ، ذهب و فضة ونحاس ، و أجود الضيعات المنتجة للحوامض والفواكه والخضر ، ومخزون مهم للمياه الجوفية ، و أشجار نوعية عمرت الأرض لآلاف السنين ، وساحل ينعم بثروة سمكية ، ولا شيء من هذا كله يصل إلى الساكنة القروية ، التي تعاني التهميش وانعدام المرافق العمومية والبنيات التحتية الضرورية ، بل قصورا في الأمن والأمان . لا سيما بعد فتح المجال أمام مافيات الرعي الريعي التي تدعمها الدولة، مع آلاف من قطعان الإبل والماشية التي تكتسح السهول والجبال ، وتفسد محاصيل ومزارع الساكنة دون أي وجه حق ، وبدون أي تدخل للقانون إلا نادرا وعلى شكل ومضات لتنفيذ قانون الترحال المشؤوم : 13/113 ، في مواجهة الاعتداءات المتكررة لمافيا الرعي الريعي على كل من تجرأ على إبعادها كي لا تغتصب أرضه وعرضه . وبناء على ما سبق ، وبكل مشاعر الغضب والأسف على صمت السلطات إقليميا ومركزيا ، وعلى تواطئ الحكومة ، فإننا في تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة ، فرع إقليمتيزنيت : – نتضامن مع كل ساكنة مناطق سوس الكبير المتضررة من هجومات مافيا الرعي الريعي الجائر . – نعلن تضامننا و دعمنا لتنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة فرع أملن تافراوت ، وندعو إلى مساندتها في أي شكل نضالي تعلن عنه . – نتضامن مع نساء دوار إغالن جماعة أملن تافراوت ، اللواتي تم منعهن من جني ثمار أركان ، ونشجب تهديدهن من طرف رجال الدرك و القوات المساعدة بتافراوت . – نستنكر كل أشكال التمييز في تنفيذ القرار العاملي المذكور أعلاه . – نحمل عامل إقليمتيزنيت مغبة الالتفاف على الأعراف المحلية المتعلقة بأگدال ، وتحريفها بإيعاز من جمعيات وتعاونيات متواطئة، وذلك تطبيقا لظهائر استعمارية متجاوزة. – ندق ناقوس الخطر إزاء شبح العطش الذي يهدد أهل سوس الكبير كل سنة بسبب الاستنزاف المفرط لمياه السدود من طرف الضيعات الفلاحية ، ونطالب بإيجاد حل عاجل وفوري لهذه المعضلة . – نرفض بشكل قاطع استنزاف الفرشة المائية على حساب الفلاحة المعيشية للفلاحين والأسر القروية ، والتي تجفف آبارهم وعيون مياههم بسبب الإنزال المتزايد لمشاريع تستنزف المياه الجوفية بشكل مفرط و غير عقلاني . عن تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة فرع إقليمتيزنيت 08 غشت 2022.