احذروا ..هذه حقيقة الورقة النقدية التي تحمل صور الملوك الثلاث وتباع 3 ملايين سنتيم !!

كيف بدأ لغز الورقة النقدية من فئة 200 درهم التي تبيض ذهبا ؟ ومتى انطلق الترويج لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتي مفادها أن بنك المغرب أطلق عملية لاستبدال أوراق نقدية من فئتى 100 و 200 درهم، تحمل صور الملوك الثلاث (محمد الخامس، الحسن الثاني ومحمد السادس) بمبلغ مالي يصل إلى 3 ملايين سنتيم؟
"الأيام 24′′ تعقبت لغز هذه الورقة النقدية وتعيد نسج حكايتها كما رواها مصدر من بنك المغرب.
الحكاية بدأت بتداول مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لخبر انتشر كالنار في الهشيم، دون أن ينتبه الناس أنه لا وجود أساسا لورقة نقدية من فئة 200 درهم تحمل صورة الملوك الثلاث.
انتشر الخبر بشكل أكبر في أقاليم الصحراء، قبل أن ينتقل إلى باقي مدن المملكة، كما ارتفع المبلغ المالي الذي روج له أصحاب الإشاعة من 500 درهم في البداية، ثم إلى 5000 درهم، ليصل في وقت لاحق إلى 3 ملايين سنتيم.
و لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في نشر الخبر الذي تفاعل معه بعض المواطنين لينتقلوا لمختلف الوكالات البنكية، للاستفسار عن مدى صحة الخبر، حاملين معهم أوراق نقدية من فئة 200 درهم تحمل صور الملك الراحل الحسن الثاني ومحمد السادس، وأوراق نقدية من فئة 100 درهم تحمل صور الملوك الثلاث، في اعتقاد منهم أن الوكالات البنكية ستصرف أوراقهم بمبالغ مالية كبيرة في مقابلها، غير أن طلبهم قوبل باستغراب كبير.
مروجو الاشاعة أكدوا في مقابل ذالك أن بنك المغرب يريد إفراغ السوق بشكل نهائي من الأوراق النقدية من فئة 200 درهم، التي تحمل في وجهها صور الملوك الثلاث وفي الظهر صورة حلزونة، والأوراق النقدية من فئة 100 درهم، التي تحمل في الوجه صور الملوك الثلاث وفي الظهر صورة لجمل، من أجل فسح المجال لتداول الأوراق النقدية الجديدة التي قام بنك المغرب بطبعها مؤخرا، والتي تحمل صورة الملك محمد السادس.
مصدر من بنك المغرب، أكد ل "الأيام 24′′ أن مروجي هذه الإشاعة أرادوا استغلال سذاجة بعض الأشخاص عبر إغرائهم بمبالغ مالية خيالية لدفعهم لقبول أوراق نقدية بنكية مزيفة.
ذات المصدر شدد أنه لا وجود في الأصل لورقة بنكية من فئة 200 درهم تحمل صور الملوك الثلاث، مشيرا أن الورقة البنكية الوحيدة التي تحمل صور الملوك الثلاث هي ورقة 100 درهم، سلسلة عام 2002، مع رسم لضريح محمد الخامس في وجهها ومشهد للمسيرة الخضراء على ظهرها.
والأوراق البنكية من فئة 200 درهم المتداولة حاليا هي تلك التي تنتمي لسلسلة 1987 التي تحمل صورة الملك الحسن الثاني، وسلسلة 2200 التي تحمل صورتي الملك محمد السادس و الملك الراحل الحسن الثاني، ثم سلسلة عام 2012 التي تحمل صورة الملك محمد السادس.
ويحفل تاريخ المغرب الحديث بمجموعة من الإشاعات من هذا القبيل و التي انتشرت بشكل كبير في أوساط المغاربة حتى قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، لعل أبرزها الإشاعة التي تحدثت عن منح الدولة 10 دراهم يوميا لكل مواطن من مداخيل الفوسفاط، إضافة إلى الإشاعة التي تم ترويجها في تسعينيات القرن الماضي والتي تحدثت عن تكفل الراحل الحسن الثاني بأداء قروض الفلاحين لدى الأبناك بعد توالي سنوات الجفاف والتي صدقها المواطنون.