بقلم׃ زهير الزياني إن منطق وروح الإستقلالية في قرارات المعطل لا تفرض عليه تغيير ثقافته وسلوكاته إزاء مختلف الاستحقاقات؛ وفي هذا قطيعة نهائية مع شراء الأصوات باسم التضامن والتعاطف خاصة مع الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ، ومن جهة ثانية هذا نداء من اجل ترميم الوضعية المهترئة لصفوف المعطلين للتصدي لهذه الظاهرة التي تنبهنا لها منذ فضيحة مبادرة ocp skills. وقد أثيرت هذه القضية مؤخرا في مشهد يتمثل في عدة صور وأشكال، والحل الوحيد بعد الجرأة هو وقف هذه المهزلة بدلا من استمرار علاقة المحاباة والمجاملة التي تسود علاقة المعطلين ببعض الأحزاب السياسية التي أتبتث فشلها في مساندة محن المعطلين؛ وهنا يجب أن يتحمل كل مسؤوليته . فليس القصد من هذا التوضيح التشفي؛ ولكن إلقاء اللوم على حالة الانهيار الكبيرة في المعنويات و الطموحات بفعل سريان حالة الفراغ السياسي و الاقتصادي الاجتماعي بين أوساط المعطلين مدفوعة بإرهاصات واضحة لواقع مرير هش. في مقابل هذا تقتضي المرحلة أن يدرك الجميع وخاصة التائهين والغارقين لماذا لم يعد ملف البطالة يكسب التعاطف الشعبي ؟ الجواب هو الصورة القاتمة التي حولت وللأسف الأطر المعطلة من أقصى النضال إلى منابر التواطؤ العضال. والسبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو أن هذا الأخير أصبح مفصولا عن أبواق "المجتمع المدني" بعدما كان في السابق ينصر قضايا المظلومين والمعطوبين و المحتاجين و المنكوبين و يحمل هموم" المجتمع المدني " أين ما رحل و ارتحل. والخوف الكبير الذي ينتابني أن يتم تحويل المعطل إلى مخلوق غير مرغوب فيه و غير مؤهل للإسهام في عملية الحراك الاجتماعي عبر نهج سياسة النعامة بالرغم من الإمكانات العلمية المكتسبة لديه عن طريق استغلال تركيبته النفسية و المادية . فالوضعية المزية التي يعيشه المعطلون ، تعطي ملحاحية لمساهمة المناضلين في إغناء وتعميم النقاش حول حاجة المعطلين إلى حزب حقيقي يتبنى طموحاتهم و تطلعاتهم و يناضل من أجل فرضها. وليس الارتماء في أحضان أحزاب سياسية "سقط عنها القناع" بحسب تعبير محمود درويش.