بقلم : حمدناه الوجاج أما قبل : لن أعيد سرد حكايتنا فقد أصبحت كقصة ألف ليلة وليلة يعرفها الجميع، فقد أضحت {رد أخبار} في محادثات المتحلقين على طبلة اتاي، يستندون إليها لتعزيز مقولاتهم حول نظرية المؤامرة ضد كل ما هو صحراوي. ربما من حسنات هذه " الزرگة"، إلى جنبات الخارطة، وأننا علمنا بوجود مناطق وأقوام لم نكن نعلم بوجودهم أصلا، فقد أحسسنا بنفس إحساس ابن بطوطة عند ملاقاة قبائل غريبة عنه، لكن الفرق بيننا وبين ابن بطوطة انه ذهب عن طيب خاطره ولم يرغم على الإمضاء على التزام لمدة أربع سنوات !! في بادئ الأمر سلمت أمري إلى الله عز وجل ولسان حالي يحولك واكرر كلما أعدت النظر في قرار التعيين " وكلنا مولانا على لي كان السبب"، فحملت حقائبي وودعت أهلي وأصدقائي وعيني تتمعن في مكان طفولتي، لأضرب موعدا بعد اربع سنوات، حاملا آمالا عريضة و خيبة أمل واسعة حول ما ختم به مسار دراستي من الابتدائي إلى الدكتوراه. لكن بعدما خفتت فرحة التوظيف وانقشعت الغمامة، التي لبدتها تهاني الأهل بالتوظيف وعدم معرفتي بمنطقة التعيين، أدركت أني لم أكن ذلك المحظوظ الذي ظننت نفسي إياه. فبعد مقارنة عملية توظيفي بتوظيف )الأخر( بمناطق الشمال، ادركت أني لم أًَََوتى إلا البقايا المتبقية من الوظائف، لكن ما أحز في خاطري أكثر هو المساس بكرامتي والتي تربيت على ان اصونها فهي التي املك، فلم يتمكن القيمون على ملف الصحراء ككل من ادراك مسلمت مفادها ان اهل الصحراء يسخون بالزاد ورغد العيش من اجل كرامتهم (.....)