منذ سنة 1975 تعاقب على مدينة العيون عمال وولاة قادمين كلهم من الشمال وعند الرجوع الى ولاية كل واحد منهم بدءا بالسيد: بنسودة وانتهاءا بالسيد جلموس نجد ان هذه المدينة والجهات التابعة لها عاشت وعاش اهلها على هاجس نوع من السياسات التي غلب عليها الطابع الأمني دون مراعاة مشاكل واهتمامات الساكنة وخصوصا الاصلية التي ظلت عبر هذه الحقب تعطي ضريبة هذه السياسات الفاشلة ولن اطيل الخوض فيها لأن القاصي والداني يعرف النتائج السلبية التي آلت اليها وظلت الدولة خلال هذه المراحل ترفض تسليم زمام الأمر لأحد ابناء المنطقة مهما كان ومهما كانت قدراته في التسييروالتي ابان عنها الكثير منهم في جهات اخرى و ايضا يعرف القاصي والداني لماذا هذا الرفض رفض اعطى عكس ماكانت الدولة تتوخاه وتنتظره وطيلة هذه الفترة الطويلة ظلت الدولة تتجاهل مقولة (اهل مكة ادرى بشعبها ) الى ان تم تعيين الوالي السيد الخليل الدخيل تعيين لم يتم من فراغ لأن الماسكن بزمام الامور توصلوا الى نتيجة مفادها ان الامور اذا بقيت على ما هي عليه فان العيون قد تصل الى ما لاتحمد عقباه رغم انها وصلتها في بعض الاحيان ( اكديم ازيك) ولابد لها من رجل محنك يستطيع ان يقود سفينتها الى شاطيئ النجاة ويتعامل مع اهلها انطلاقا من القيم والعادات التي نشؤوا وكبروا عليها فوقع الاختيار على الرجل وماكان ليقبل بها لو لم يكن يعرف بانه قادر على اخماد نيران كانت تشتعل من حين لأخر كما يعرف انه بين اهله وذويه من جهته لن يبخل عليهم من اجل تحسين اوضاعهم والنهوض بمنطقتهم ومن جهتهم لن يضعوا العصى في عجلة الاصلاح والتسيير لأن فشله يعتبر فشلا لنا جميعا وياما جهات كانت تراهن على هذا الفشل ونتظره واني على يقين بان السيد الدخيل لولم يكن يعرف جيدا بأنه يستطيع ان يفعل شيئا من اجل العيون وعيون اهل العيون لرفض كما سبق وان فعل في عهد اقوى وزير دولة للداخلية في تاريخ المغرب السيد الدخيل الخليل من مؤسسي الحركة الوطنية لتحرير الصحراء بقيادة الفقيد بصيري وهو من الرعيل الأول الذي وضع لبنات الحركة الجنينية التي تمخضت عنها جبهة لبوليساريو وهو من ابرز القيادات التي التحقت بالمغرب منذ البداية رجل هادئ في طبعه لايحب الاضواء ولن اطيل في مدح الرجل لأني لم امارسه عن قرب رغم ان مدحه اصبح مباحا فمدينة العيون تعيش عصرا ذهبيا قياسيا بالعصور المظلمة الماضية ومن حقه علينا ان نشكره بل نرفع له القبعة اجلال لانه استطاع بكل حكمة وحنكة ان يسير بهذه المدينة في اتجاه البوصلة السليم فسواء بقي الرجل في منصبه الذي طالب مامن مرة اعفاءه لأسباب شخصية اوغادر كما يشاع في هذه الايام فيكفيه فخرا ويكفينا فخرا انه اول صحراوي يتقلد هذا المنصب وان من بيننا من يستطيع ان يقود وان قاد اجاد واذا بقي الرجل في مكانه وهذا مانتمناه فاننا متستعدون للوقوف الى جانبه اكثر من اي وقت مضى لاستكمال برامجه والنهوض بالمدينته التي تسكنه اكثر ممايسكنها