قد يكلف الموت في اسبانيا أهل المتوفى نحو 3.700 يورو في المتوسط، في صورة مصاريف دفن وجنازة وما الى ذلك، ولكن اذا ارادت العائلة الحصول على تذكار، مثل خاتم من الماس يحتوي على تذكار ما من المتوفى أو قطعة حلي تحمل بصمته، فربما تقفز التكلفة لتصل الى اسعار فلكية قد لا يتخيلها البعض. ففي تلك البلاد تتولى شركات خاصة عملية الدفن، ولا تتوقف عن التوسع في نشاطاتها التي باتت تشمل توجيه الدعوات لحضور العزاء، وتنظيم فرق خاصة للموسيقى، وحتى القيام بعمل صفحات خاصة على الانترنت أو التعاقد على المشغولات الذهبية التي تحتوى على ذكرى للمتوفى. فمنذ نحو عشرة أعوام بدأت تلك الشركات في تقديم موسيقى بشكل مباشر مع مراسم العزاء، بتكلفة نحو 200 يورو مقابل عزف أربعة قطع موسيقية من قبل ثلاثة موسيقيين متخصصين، ومع بداية العام الحالي دخلت فكرة جديدة تتمثل في امكانية عمل "تذكار ديجيتال" للمتوفى على شبكات التواصل الاجتماعي يحتوي على كل ما كان يحبه وجوانب شخصيته وما الى ذلك، مقابل 150 يورو. وتشتمل الخدمة ايضا على حذف معلومات المتوفى أو اغلاق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، في حالة رغبة الاسرة في ذلك. ولكن ربما ترتفع التكلفة الاجمالية اذا ذهبت رغبة الأسرة نحو الحصول على خاتم من الفضة أو الذهب يحتوي على بصمة احد اصابع المتوفى، أو اذا أرادت الحصول على خاتم من الألماس يحتوي على جزء من الكربون المتواجد في الياف شعره، وهنا تتم اضافة 1.300 يورو. وهناك طريقة اخرى لعمل تذكار تقدمها الشركات العاملة في هذا المجال، قد تكون أقل تكلفة، وتتمثل في اعداد وطباعة سيرة ذاتية للمتوفى تتناول مشوار حياته والوظائف التي شغلها أو المهن التي عمل بها، وتتكلف حوالي 160 يورو. أما على الطرف الأخر، أي جانب المعزيين، فيمكنهم ارسال كارت عزاء يحتوي على ما يسمى "زهرة لإحياء ذكرى"، وهى نوع من الزهور تتم معالجته بيولوجيًا، وتضاف اليه مادة الجلسرين للحفاظ على مظهره دون تغيير لمدة شهور، وهى طريقة مستحدثة لتقديم العزاء. وبين طرق اخرى تستخدم فيها وسائل الحداثة والعلم، نجد امكانية القيام بحفظ الياف أو الحمض النووي الخاص بالمتوفى، وكافةالمعلومات الجينية المتعلقة به لاستخدامها من قبل الأسرة فيما بعد لإجراء تحليل للحامض النووي لأية اسباب في المستقبل، ولا تتكلف هذه الخدمة سوى 240 يورو إضافية. ولا ينتهي الأمر هنا، حيث قد تدفع الأسرة المزيد من المال في حالة طلب طريقة خاصة للدفن أو تزيين المقابر بانواع معينة من الزهور، ويمتد مسلسل الرغبات والطلبات من ناحية والتكلفة من ناحية اخرى ليشمل الاكفان وأنواع الاخشاب المستخدمة في صناديق حمل المتوفى، وحتى طرق الدفن التي تراعى فيها وسائل الحفاظ على البيئة، وغيرها. ومع القرارات الحكومية الاخيرة برفع ضريبة القيمة المضافة لتصل الى ما بين 500 و700 يورو على كل متوفى، واذا اضفنا الضرائب على كل خدمة من الخدمات التي تقدمها تلك الشركات فقد تصل التكلفة الاجمالية في بعض الحالات الى اسعار فلكية بالفعل. ولكن تقدم الشركات من ناحيتها تسهيلات كبيرة في الدفع، كلما زادت المبالغ، فيمكن للأسرة الدفع بالتقسيط على 12 شهر بشكل مبدئي، وتزيد الفترة كلما ذهبت رغبة العائلة الى ذلك، بشرط زيادة نسبة الفوائد.(إفي)